No Script

أضواء

الكاردينال ماركس يخرج من صمته

تصغير
تكبير

رغم المحاولات الحثيثة من قِبل الفاتيكان للتهدئة والتعتيم على مئات الجرائم الجنسية - التي ارتكبها قساوسته مع الأطفال، تساعده في ذلك وسائل الإعلام الفاعلة من أجل طي تلك الصفحة السوداء، والتي بالكاد تشير إليها وعلى مضض - لا تزال تداعياتها تتفجّر بين لحظة وأخرى لتعيد ذكرى عقود عديدة من تلك الممارسات الصادمة للمجتمعات الكاثوليكية.

وتعتبر الجرائم الجنسية من الجرائم التي تتميز بعقوبات مشددة ولا تتردد وسائل الإعلام الغربية على تغطيتها بطريقة تفصيلية. والغريب أن يستثنى من ذلك جرائم القساوسة التابعين للفاتيكان.

وقد طالب أولياء أمور الضحايا بإصرار بتدخّل القضاء بشكل مباشر في التحقيق من أجل محاسبة أولئك المتهمين وردّ الاعتبار لأبنائهم الضحايا، والتعامل مع تلك الجرائم كأي جرائم أخرى دون تمييز.

وقد رأينا كيف تفاعل الإعلام الغربي بحماس في تغطية قضية المنتج السينمائي الأميركي هارفي وينستاين، المتهم بجريمة اغتصاب لممثلتيّن، وقد حكم عليه بالسجن 23 عاماً، بعد ثبوت التهمة عليه في العام 2020.

يشعر الكثيرون من الكاثوليك الألمان بخيبة أمل، وتنتابهم مشاعر الغضب من تقصير الفاتيكان في مواجهة هذه الفضائح، ويشاركهم مشاعرهم الكاردينال الألماني رينارد ماركس، حيث عبّر عنها بشكل صريح عندما قدم استقالته من منصبه الديني الرفيع إلى بابا الفاتيكان فرانسيس في الحادي والعشرين من مايو الماضي وأعاد (صليب الجدارة الفيديرالي) تعاطفاً مع أولئك، واحتجاجاً على وصول إجراءات القصاص إلى طريق مسدود.

وما زاد الأمور سوءاً خروج أعداد كبيرة من الألمان الكاثوليك عن التبعيّة لكنيستهم، الأمر الذي أحدث هزّة كبيرة وسط الطائفة الكاثوليكية الألمانية.

ليس مستغرباً أن يتجنّب الإعلام الغربي التشهير بالفاتيكان - مع قدرته على ذلك - حفاظاً على رمزيته، واحتراماً لمكانته كمؤسسة دينية عريقة، ساهمت في تشكيل تاريخ أوروبا المسيحي.

ولكننا لم نجد لتلك المؤسسة دوراً في وقف أو الحدّ من الحملات الممنهجة والمتواصلة في نشر الكراهية والتحريض على المسلمين، من دون أي اعتبار لخطورة ذلك على حياتهم، رغم ما يعانونه من إهانات واعتداءات كان آخرها مقتل 4 أفراد من عائلة مسلمة دهساً ونجاة طفلهم في مدينة لندن بمقاطعة أونتاريو الكندية في السادس من الشهر الجاري، وقد اعترفت الشرطة الكندية بأن الحادث كان متعمداً وصنّف على أنه جريمة كراهية معادية للإسلام، وكأن نشر الكراهية ضد المسلمين أولى من نشرها ضد القساوسة مغتصبي الأطفال!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي