No Script

مجرَّد رَجل

تصغير
تكبير

تحتل التحديات في معترك كرة القدم جانباً كبيراً من الأهمية يوازي أهمية الفوز في مباراة أو تحقيق لقب بطولة.

نتحدث عن تحدّيات البناء، اعتماد منظومة، تبنّي خطط، تمهيداً لتحقيق نقلة.

جانبٌ لطالما جذب كاتب هذه السطور إلى درجة حرصه على الاحتفاظ بأخبار واردة في صحف ومجلات ومواقع عالمية، وانتظار تحقق ما أُطلِق من وعود.

خبرٌ احتفظت به منذ 21 نوفمبر 2014 يحمل في طياته موافقة الاتحاد الايطالي على «إصلاحات ستصبح نافذة العام 2016 في لوائح الدوري المحلي تهدف إلى حماية الكرة المحلية وإعادة البريق إلى المنتخب».

جاء ذلك بعد تعرض مستوى الكرة الإيطالية والمنتخب لانتقادات عنيفة إثر إقصاء «سكوادرا أتزورا» من الدور الأول لكأسَي العالم 2014 وقبلها 2010.

وبين الأنظمة الجديدة، تقرر أن يجري تقليص عدد اللاعبين في كل فريق إلى 25، بينهم 4 ولدوا في إيطاليا و4 على الأقل تكوّنوا في النادي.

وحمل الخبر في طيّاته التالي: «ابتداءً من 2016، لن يكون متاحاً استبدال لاعب غير أوروبي بآخر من خارج أوروبا إلا إذا كان الأخير محترفاً قبل 3 سنوات».

قال ماوريتسيو بيريتا، رئيس رابطة الدوري، في حينه: «الإصلاحات مهمة جداً لأنها تهدف إلى تطوير الكرة الإيطالية، اللاعبين الشبان وأساليب اللعب».

ورأى المهاجم فابيو كوالياريلا أن «عدد اللاعبين الأجانب غير مفيد، يأخذون موقع لاعبي الدرجة الثانية أو الثالثة الذين يتمتعون بالمستوى نفسه».

خبر آخر حرصت على الاحتفاظ به منذ 13 مايو 2018، جاء فيه أن «الإيطاليين يستعدون بقلب يغمره الحزن، لمتابعة كأس العالم 2018 في روسيا، البطولة الأغلى التي توّجوا بلقبها 4 مرات، ويغيبون عنها للمرة الأولى منذ 60 عاماً».

وكانت إيطاليا فشلت في تخطي السويد في الملحق الأوروبي المؤهل إلى ذاك المونديال، ودخلت الكرة المحلية في أزمة لم تخرج منها فوراً.

ماذا قال الحارس الأسطوري للمنتخب جانلويجي بوفون (43 عاماً) عن فشله مع زملائه في بلوغ المونديال، يومها؟: «سأندم على ذلك طوال حياتي»، وأضاف اللاعب الذي قرر العودة، قبل أيام، إلى فريق البدايات بارما الهابط إلى الدرجة الثانية، بعد 20 عاماً من رحيله: «حرمنا الأطفال من أن يكون لهم قلب ينبض بكرة القدم خلال كأس العالم».

واستطرد كاتب الخبر: «منذ الخروج من السباق الى روسيا 2018، لا تزال الكرة الايطالية غارقة في أزمة عميقة. فبالإضافة الى عدم تعيين مدرب دائم للمنتخب، فشلت إيطاليا في انتخاب رئيس جديد للاتحاد، وتراجع المنتخب إلى المركز 20 في تصنيف الاتحاد الدولي، هو الأدنى له تاريخياً»، وتابع: «يشدد المعلّقون على حاجة الفريق الى إعادة بناء شاملة، تركز بشكل أساسي على الشبان، في سبيل التحضير لكأس أوروبا 2020، والتي ستكون أول موعد كبير للمنتخب بعد خيبة المونديال».

وخلص الخبر: «السؤال المطروح هو: من سيكون المدرب القادر على قيادة المنتخب في إحدى أكثر المراحل حساسية في تاريخه؟ يتوقع أن تحسم السلطات خيارها الذي يميل لصالح روبرتو مانشيني»، الذي قال حينها: «عدم رؤية الأتزوري (في كأس العالم) لن تكون جيدة بالنسبة لنا.

علينا أن نؤمن أن المنتخب قادر على العودة بين الأفضل في العالم».

بين الخبرين، لم أجد ما هو «نافع» إلا ما قاله مانشيني الذي عُيّن، بالفعل، مدرباً للمنتخب، فحقق الأخير بقيادته انتصارات وأرقاماً غير مسبوقة، وتأهل إلى دور الـ16 في «يورو 2020» بثلاثة انتصارات متتالية، مع تقديم أداء حيوي مقنع.

صحيح أن إيطاليا لم تُختبر جدياً حتى الساعة لكن مانشيني أعاد لها جزءاً من الهيبة المفقودة.

لم أعد بحاجة إلى الخبرين «التافهين» اللذين احتفظت بهما منذ 2014 و2018، لأن مانشيني تجاوز ما قيل فيهما واختصر مزيداً من الوقت «الإيطالي» المُهدَر.

الحلّ يكون أحياناً... مجرَّدَ «رَجُلٍ».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي