No Script

عائلة ذهبت «ضحية البنزين» وأزمته

مصرع أم وبناتها الأربع في حادث سير هزّ لبنان

تصغير
تكبير

فاجعة، مجرزة، مأساة... تعدّدت التسميات والمصيبة واحدة: أم وبناتها الأربع (مراهقتان وتوأمان في السادسة من عمرهما) ذهبن ضحية حادث السير المروع الذي وقع (الاثنين) على اوتستراد السعديات عند مفرق برجا، جنوب بيروت.

وكما التسميات، كذلك تعددت الروايات حول كيفية وقوع الحادث الذي تصادمت فيه 5 سيارات، ولكن النتيجة واحدة خسارة فاطمة قبيسي (زوجة عماد حويلي) وبناتها الأربع: زهراء، آية، ليا وتيا حياتهنّ بينما كنّ في «رحلة بحث» عن محطة وقود للتزوّد بالبنزين الذي تحوّل في لبنان مادة... نادرة.

صور الوالدة وبناتها في حياتهنّ التي بدت هانئة والتي تداولتْها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، جاءت بمثابة رسالة رفْضاً لـ «تجهيل ضحايا» حوادث السير في بلدٍ كان قبل الانهيار المالي وخسارة غالبية اللبنانيين القدرة على إصلاح سياراتهم، يفتقر لمقومات السلامة المرورية في ظل طرق تفتقر للإنارة ولأعمال الصيانة حتى بات اسمها الحَرَكي، بالأمس واليوم، «أقصر الطرق إلى الموت».

بلدة الشرقية، جنوب لبنان، اتشحت بالسواد، بعد الفاجعة التي حلت بها (وببلدة جويا) بوفاة فاطمة وبناتها. وفد فتحت مراسم العزاء في منزل أهل الفقيدة فاطمة قبيسي، إذ تقرر دفنها وبناتها في روضة بلدة الشرقية قبل ظهر اليوم، على أن يصل الوالد من ليبيريا فجر اليوم نفسه إلى مطار بيروت الدولي، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية.

ووفق الوكالة فإن الوالد المغترب عماد حويلي (من جويا) الموجود في دولة ليبيريا منذ أشهر قليلة (قصدها ليفتش عن لقمة عيش تعيله وعائلته بعدما تدهورت الاحوال الاقتصادية في لبنان)، لم يصدق أنه سيرى صور بناته الأربع وزوجته عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقد قضين جميعهن بسيارتهن على أوتوستراد الجية، «كان الأمر بمثابة صدمة لا توصف له، وهو المريض بالملاريا وكان يتهيأ للسفر الى لبنان للعلاج والوصول» (الثلاثاء).

عائلته، أي زوجته فاطمة (38 عاماً من الشرقية)، وبناته زهراء (17 عاما)، وآية (12 عاماً) والتوأمين تيا وليا (7 سنوات) قرروا عصر الاثنين الذهاب برفقة قريب العائلة الشاب حسين الزين ( 22 عاما) بسيارة للبحث عن مادة البنزين، ليستعدوا في اليوم التالي للنزول الى المطار واستقبال الوالد.

وأشار شقيق الوالد قاسم حويلي إلى أن عائلة أخيه تفاجأت ومعها العديد من السيارات السالكين الاوتوستراد شمالا، بسيارة تسلك عكس السير للوصول الى محطة البنزين. حينها وقعت الكارثة، حيث تصادمت 5 سيارات ببعضها.

ولفت إلى أن "السيارة التي كانت تقل عائلة شقيقه اصيبت بأضرار فادحة من الخلف قبل أن تصطدم بقوة بسيارة بيك اب.

بدوره قال حسن، شقيق فاطمة لموقع «النهار» الالكتروني إن «شقيقتي كانت تحضّر لاستقبال زوجها عماد الذي دفعه الوضع الاقتصادي المتردي إلى اتخاذ قرار السفر إلى ليبيريا للعمل وتأمين معيشة كريمة لعائلته، حيث مهنته في مجال كهرباء المنازل، وقبل ستة أشهر حزم أمتعته وسافر مبتعداً عن زوجته وبناته على أمل اللقاء، لكن للأسف عندما قرر العودة حصل ما لم يكن في الحسبان»، مضيفاً «في الأمس توجهت فاطمة وبناتها مع جارنا الذي قاد السيارة للتزود بالوقود من محطة في الجية، وذلك لتأمين البنزين لليوم كي يتوجهن إلى المطار لاستقبال عماد، وما إن وصلن إلى السعديات حتى حلّت الفاجعة».

التحقيق كما قال حسن، بعهدة الجيش اللبناني، بسبب إصابة تلميذ ضابط بجروح خطيرة في الحادث، لافتاً إلى أن «ما علمناه أن (بيك آب) اصطدم بالسيارة التي كانت تستقلها شقيقتي وبناتها ما أدى إلى وقوعها من الأوتوستراد المتجه الى بيروت الى الجهة المقابلة وارتطامها ببقية السيارات، توفيت فاطمة وبناتها على الفور فيما أصيب جارنا بجروح خطرة، كذلك سقط عدد من الجرحى»، مشيراً الى اختفاء الـ«بيك آب» بعد الحادث.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي