No Script

رسائل في زجاجة

ممنوع... ممنوع

تصغير
تكبير

ظهر عمدة إحدى الولايات في أميركا على التلفاز، وهو يوقّع على وثيقة يسمح بها لكل سكان الولاية من دون استثناء، وكل الزائرين إليها بارتياد جميع المطاعم والمجمعات التجارية، من دون الاعتبار بشهادات التطعيم، وعدم منع الذين لم يقوموا بالتطعيم.

وفي الخميس الموافق 17 من شهر يونيو - وكالعادة - انتظر المواطنون والمقيمون قرارات مجلس الوزراء الموقر، ولكن البعض تفاجأ بها، تلك التي لم تزد شيئاً جديداً، بل عكس ما كان ينتظره البعض من انفراجة في هذه القرارات.

لا أعرف سرّ الساعة الثامنة مساءً، والتي تصرّ الحكومة على اتخاذها لوقت فرض الحظر على البلاد، لا أعرف هل الوباء لا يظهر إلا في هذا الوقت بالذات؟ ماذا لو أن الحكومة - متمثلة في اللجنة الصحية الموقرة - راعت فصل الصيف، والذي تغيب فيه الشمس عندنا الساعة السابعة مساء، وتغلق المطاعم والمجمعات التجارية من استقبال الزبائن الساعة الثامنة، يعني لا أعتقد أننا نتعشى قبل غروب الشمس الحارقة في فصل الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة إلى الخمسين في الظل.

ماذا عن الأسر التي لم تستدع إلى تلقي اللقاح من المقيمين وهم بأعداد كبيرة؟ ماذا تفعل؟ هل من الصواب أن يمنعوها من دخول المجمعات التجارية والمطاعم ودور السينما؟ ماذا تفعل ربة الأسرة ومعها مربية الأطفال ومدبرة المنزل في حال اصطحابهما معها إلى هذه المجمعات وهما لم تستدعيا لتقي اللقاح، إن هذا الإجراء يتخذ في حال استدعاء 4.67 مليون نسمة - مجموع سكان البلاد - في هذه الحالة تُطبّق كل الإجراءات المشددة في حق كل من لم يأخذ التطعيم.

فعلى الدولة أن تنظر بنظرة المستقبل إلى البلد لا بنظرة عين واحدة ولا بقرار شخص واحد، فدور وزير الصحة يأتي بعد دخول المريض إلى المستشفيات والمصحات والمستوصفات ليس قبل ذلك، حيث إن اتخاذ الدولة لأي إجراء يجب أن يكون بيد آخرين كالدفاع والداخلية والتجارة والتموين والبنوك والتربية، وغيرها من الجهات التي بيدها القرار الإداري وليس الطبي.

كما يجب استبعاد الصحة من اتخاذ القرارات المهمة في مستقبل البلاد، فدور أجهزة الصحة فقط داخل المصحات الصحية والعلاجية. فالفصل واجب في هذه المرحلة بالذات، بين العمل المهني الطبي، وبين القرارات الإدارية والاقتصادية، فيجب أن تكون هناك لجنة للكوارث والطوارئ من المختصين ذات الكفاءات الوطنية في شتى المجالات.

هناك قصة اسمها رابط أو موقع المسافر، الذي حرم كثيراً من المسافرين من العودة في الوقت المحدد، وخسارتهم المادية في حجز التذاكر والفنادق، لا التطبيق يعمل حسب المطلوب، ولا شركات الطيران الخارجية ملمّة بهذا التطبيق، الذي نرى عدم جدواه، فإن كثرة هذه التطبيقات أصبحت مملّة للمواطن، إما أن يعاد تقييم هذا الرابط الذي ربط الناس بحبل الممنوع، وإما أن يُلغى وترتاح الناس منه. اللهم ارفع البلاء عنا وارفع الممنوع عن هذا البلد وسائر بلاد العالم.

اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها، من كل سوء ومكروه.

M. Aljumah

kuwaiti7ur@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي