No Script

من منظور آخر

الحراك النسوي... وعاملات المنزل؟

تصغير
تكبير

عندما بدأ الحراك النسوي في الكويت، ومطالبة النساء فيه بحقوقهن الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كانت تلك التحركات معنية بالمرأة المواطنة على وجه التحديد، لكن مع ازدياد استقدام العمالة المنزلية، احتلت جزءاً كبيراً من المجتمع الكويتي، حتى وصل عددها في الآونة الأخيرة إلى ما يقارب المليون شخص، وغالبيتها من النساء، لذلك صار من الواجب على كل مهتمة أو ناشطة في حقوق المرأة أن تطرح قضاياها ومشاكلها.

ينص قانون العمالة المنزلية لسنة 2015 في شأن العمالة المنزلية بما جاء في المادة 21 ما يلي: «يحظر استقدام أو تشغيل العمالة المنزلية من الجنسين ممن تقل أعمارهم عن 21 سنة أو تزيد على 60 سنة ميلادية ويجوز للوزير المختص الاستثناء من شرط السن»، أما المادة 9 فتنص على: «يلتزم صاحب العمل بإطعام العامل المنزلي وكسوته ونفقات علاجه وتمريضه وسكنه»، والمادة 12 تنص على: «يحظر على صاحب العمل الاحتفاظ بأي مستندات أو وثائق إثبات شخصية للعامل المنزلي لديه مثل جواز السفر أو البطاقة المدنية، إلا بناء على موافقة العامل المنزلي»، وتنص المادة 27 على: «إذا تأخر صاحب العمل عن الوفاء بالأجر في المواعيد المتفق عليها استحق العامل المنزلي مبلغ عشرة دنانير كويتية عن كل شهر كتأخير له عن عدم قبض الأجر في موعده».

كل القوانين التي نصت لسنة 2015 في شأن العمالة المنزلية تؤشر إلى اهتمام الدولة بحقوقهن، إلا أن في الواقع كل تلك القوانين ليست إلا حبراً على ورق، ففي البيوت الوضع مختلف، وليس هناك أي رقابة من الدولة على أصحاب العمل عما إذا كانت تعطى تلك الحقوق كما وضعت في النصوص القانونية أم لا.

لماذا يجب على الناشطات في حقوق المرأة الاهتمام بالعمالة المنزلية من النساء؟

فرغم أن الجنسين يشتركان في معاناة الكفالة، إلا أن التمييز (الجندري) يمارس أيضاً على عاملات المنازل، فهناك الكثير من الانتهاكات التي تمارس عليهن كونهن نساء، ويخضعن للنظام الأبوي كذلك، ولا يعاملن على أساس كونهن موظفات مثل أي وظيفة أخرى، فهي لا تستطيع الخروج دون موافقة صاحب العمل، وقد تمنع من استخدام الهاتف المحمول، وليس لها ساعات عمل محددة، وأيام للإجازة، ولا تستطيع إنهاء عقد العمل إلا بموافقة صاحب العمل، ولا تملك أي إثبات أو جواز سفر، كما أنها تتعرّض للكثير من جرائم التحرش، وإمكانية تقديم بلاغ صعب جداً.

قد تحدث كل تلك الأمور من المرأة نفسها (صاحبة العمل)، لأنها المستفيدة من وجود امرأة مسلوبة الحقوق تساعدها في أعباء المنزل، وهنا نطرح نقطة أساسية وهي عدم فهم أساسيات بناء الأسرة، وهو مساعدة الزوج في أعباء المنزل، حتى لا تضطر إلى استقدام شخص يساعدها في ذلك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي