No Script

مَنْ تُرشّح؟

تصغير
تكبير

ما أن يبرز منتخب في بطولة كبرى حتى تبدأ الأقلام بتعبيد مساره المؤكد نحو اللقب، ولا تلبث أن تغفل كل ذلك ما أن تسقط توقعاتها، لتتلهّى بما صار لاحقاً.

مَنْ يتذكر «الترشيح المؤكد» للبرتغال بـ«يورو 2004» على أرضها أو «التتويج المسبق» لألمانيا الغربية (سابقاً) بلقب «يورو 1992» في السويد أو اللقب «الممنوج سلفاً» لفرنسا في «يورو 2016» في ملاعبها وبين جماهيرها؟ اليونان والدنمارك والبرتغال كذّبت، على التوالي، كل ما قِيل. فمن يوم الأقلام؟

هذه مجرد أمثلة تندرج في سياق طويل يبدو بأن كثيرين لا يستلهمون منه أسلوبَ تحليل «منطقي».

من الطبيعي جداً أن يجري ترشيح فرنسا بطلة العالم 2018 وإيطاليا المتجددة وبلجيكا الزاخرة بالنجوم، لولوج النقطة الأعلى من منصة التتويج في «يورو 2020».

هذا ليس بجديد؟ ليس تحليلاً ولا رؤية ثاقبة.

هذا لسان حال «ألف باء» البطولة الراهنة بالنسبة إلى الجميع، لكن مَنْ يحاسب ذاك الذي يخطئ في توقعاته؟

كيف يتجرأ ذاك الذي يرى في كرة القدم «لعبة مجنونة» على تحديد هوية بطل؟ ثمة تناقض بيّن في هذه المعادلة.

الترشيح هو مجرد «عادة» أو «فولكلور» كل بطولة، وفي النهاية، لا يُحاسَب أحد على ما قال.

منافسات دور المجموعات لا يمكن أن تعطي أيّ مؤشر على قوة هذا الفريق أو ذاك إلّا في ما ندر.

معظم هذه المباريات يدخل في إطار أداء الواجب «بجدية»، خصوصاً أن ثمة إمكانية للتعويض.

الجدّ يبدأ في الأدوار الإقصائية حيث لا مجال للتعويض، وحيث يبذل كل منتخب، لاعب، مدرب، أقصى ما لديه للتقدم وتفادي الإقصاء.

هنا فقط يظهر المعدن الحقيقي للمنتخب، مقدار كفاءته، ومدى طول نَفَسه.

وهنا بالتالي يمكن الإشارة إلى هذا المنتخب على أنه المرشح الأوفر حظاً.

كم من محلّل أو متابع تحدّى برهاناته على منتخب ولاعب، وخسر، ليس لسبب غير أن كرة القدم لعبة لا حسابات فيها، وتفتقد إلى المنطق، ليس بشكل مطلق، بل بنسبة كبيرة، وفق ما يطالعنا به التاريخ.

مَنْ أرشّح شخصياً لـ«يورو 2020»؟

«علمتني الحياة أنّه خير للإنسان أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح من أن يكون غزالاً في الطريق الخطأ».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي