No Script

سافر إلى ذاتك

كفى إسقاطات!

تصغير
تكبير

لم أفلح لأن شريكي سيئ، لم أنجح لأنني سيئ الحظ، مديري سيئ لذلك قدمت استقالتي، المسؤول فاسد، ظروفي قاهرة.

قانون إسقاطات اعتدنا تتبعه حتى لا نتألم، وحتى لا نتحمل مسؤولية التغيير التي تشملنا نحن في الصف الأول، قبل أن تشمل ما أسقطنا عليه الأمر، ورغم تعلقنا بتلك التبعية، نجد أن هذا الألم المجاز ظاهرياً، والذي يحررنا من مسؤولياتنا، جاء لنا زحفاً وحبواً ومشياً وهرولة، ليكون ألماً استثنائياً يتفشى في نفوسنا، ويسري عبر ثقوب العقول الفارغة، ليتأصل في فراغاتها الخالية، فيستوطن هذه المساحة متكاثراً فيها، وينتشر كالهواء في كافة أنحائنا النفسية، ناقلاً سمّه القاتل ليجمد كل فكرة ولدت أو في مخاضها أو بدأت للتو... وبعد هذا الهجوم الساحق النفسي على الفكر والعقل، يُعلن تكبيلات مُحكمة للمنطق والمعرفة... نلجأ إلى الهروب النفسي، حلّ سريع غير مدروس يلجأ إليه الأغلبية، عندما يحتارون. فتكون العبارات المريحة للبعض إن لم يكن للأغلبية: لا نستطيع، الوضع سيئ، النهاية حتمية، لا فائدة، لن نقدر.

وعند هذا العجز الفكري، يطرح المنطق هذا الاستفهام العظيم: هل الهروب عشوائي في الحياة؟

الإجابة: كما أن هناك قوانين للمبادرة والتقدم والإقدام، هناك قوانين للهروب والابتعاد، إن لم نكن مُطّلعين عليها، نقع في نتائجها السلبية أو لا نحقق نتائجها الإيجابية، في كلتا الحالتين نقع.

فالقوانين ثوابت في الكون، نعم نستطيع اختراقها، وهي حالات استثنائية، ولكن لم العيش تحت نظرية الاختراق، ما دامت السنن تسير في اتجاه خطواتنا؟ في عمل مستمر لا يتوقف... تبقى المسؤولية الأهم هي معرفتنا لديناميكية هذه القوانين... على سبيل الأمثلة: زوجي سيئ افهمي شخصية زوجك واستوعبي حاجاته ثم اسقطي ما وصفته عليه، حظي سيئ، كن مستعداً للفرص التي تطمح إليها، لحين تجلي الفرصة في حياتك ستستطيع اغتنامها، لا وقت لدي، نظم جدول حياتك ستجد أن الوقت كثير وإهداره أكثر في أمور غير مهمة، لا أملك المال، ركز على صرفك ستجد أنك أهدرت نصفه بما لا تريد ولا تحتاج.

هذه قوانين متفاوتة بيننا يحكمها وعينا وفهمنا وعلمنا، وتختلف حسب عمقنا العلمي ووعينا الفكري، أما القوانين الحياتية الثابتة التي يحب استيعابها أيضاً، هي النار تحرق وهذا قانون مستمر، منذ نشأة الخليقة ليوم الدين، إذن... تضع يدك تحرقك سواء كنت تعرف هذه المعلومة أم لا، في كلا الحالات السابقة: احذر عزيزي القارئ أن تسقط ما مررت به على أحدهم، من دون أن تعبّر بنفسك عن نفسك، وداخل نفسك تفهم وتتفهّم ما قدمت وما ستقدم، لا تهرب وواجه نفسك، وتذكر الإقدام العشوائي لخطوات غير مدروسة، يؤدي في الغالب إلى نتائج غير مرضية، وسلبية، تجعلنا ننتقل من مرحلة الألم إلى مرحلة أسوأ بكثير وهي حالة اللا ألم، وهي حالة انتشار كامل للسم العقلي، وإشارة وعلامة عن أخبث الأمراض النفسية والعقلية.

لذا إذا نشرت السم العقلي في عقلك فهذا من صنع يديك، لم يدخل حاسد لعقلك، ولم تحتل البشرية أفكارك، أنت من فعلت كذا، لذا لا تلقي اللوم على أحد طالما أنت المطالب بفهم حياتك وإعادة ترتيبها، وإعادة صقل قيمك ومبادئك، ومعرفة قوانين الكون ولا أحد سواك.

Twitter: &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي