No Script

خواطر صعلوك

«اللي ما ينزل ساحة الإرادة... مو رجال!»

تصغير
تكبير

هل تعتقد أن هناك ربطاً بين الاستثمارات الصغيرة، التي حدثت قبل سبعين سنة في مرافق الصرف الصحي في الكويت، وبين ارتفاع متوسط عمر الإنسان الكويتي الآن؟

إذا كانت إجابتك «لا»، فاعلم أن الاستثمارات التي حدثت منذ سبعين سنة جعلت اليوم دولتنا الأولى في العالم في معالجة مياه الصرف الصحي!

إن ما حدث منذ سبعين سنة من إمدادات المياه النظيفة، ووجود صرف صحي آمن، وتوفير تغذية أفضل، وبعض الرعاية الطبية الرخيصة، كل ذلك أدى إلى تخفيض معدل الوفيات بشكل كبير لاسيما بين الأطفال، ما أدى إلى تأثيرات هائلة في النمو السكاني والبنية العمرية اليوم.

ولك أن تتخيل أن أفضل اختراع في القرن العشرين، كان «السيفون» وليس المكوك الفضائي.

العالم أكثر تعقيداً مما نتخيل، لذلك فإن ما حدث في الكويت منذ الثمانينات مروراً بالغزو، نتيجته تظهر الآن على كل الأصعدة... منها الخطاب السياسي اللاعقلاني، الوضع التعليمي والاقتصادي وتَغوُّل البيروقراطية وضعف وضعنا التنافسي في الخليج، وظهور مجموعة مفارقات اجتماعية وفكرية ملء السمع والبصر في السوشيال ميديا المحلي.

فلك أن تتخيل أن أكثر الكلمات التي تردد في المجال العام هي «محاربة الفساد، الإصلاح الاقتصادي، الحق في إبداء الرأي»، ورغم ذلك تظهر سيدة في زمن كورونا تقف في مظاهرة أمام وزير الداخلية وتقول له «نحن في دولة قمعية»! والوزير يقول لها «اتق الله»... في مشهد سريالي لن تجده في كُتب التاريخ أبداً.

شاهدت سيدة تظهر في مقطع فيديو... تحمل لوحة وتتظاهر وتقول «اسمحوا لأبنائنا أن يغشوا في الاختبارات... اشمعنى عيالنا ما يغشون»!

وسيدة أخرى في «كلوب هاوس» تدعو للديموقراطية واحترام رأيها، وإعطاء المواطنين حقوقهم وتقول «اللي ما ينزل ساحة الإرادة مو رجال».

أعضاء برلمان يريدون الجلوس على كراسي الوزراء، ووزراء يُشرّعون القوانين أسرع من الأعضاء... وعجبي !

@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي