No Script

منع عودة من في الخارج منذ فبراير «حتى إشعار آخر» دفع الموجودين إلى البقاء القسري في البلاد

المُقيمون مع حلول الصيف... هل من سبيل للسفر؟!

حركة مغادرة في مطار الكويت (تصوير أسعد عبدالله)
حركة مغادرة في مطار الكويت (تصوير أسعد عبدالله)
تصغير
تكبير

بين نار الشوق للأهل والأبناء، والخوف من فقد مصدر الرزق، وقع كثير من الوافدين في الكويت ضحية لأزمة كورونا الصحية وتبعاتها، حيث أدى قرار إغلاق مطار الكويت ووقف الرحلات منذ نحو عام ونصف العام، وصولاً إلى قرار منع دخول الوافدين إلى البلاد، الذي صدر في فبراير الماضي، ومازال سارياً «حتى إشعار آخر» إلى كثير من المشكلات الأسرية والإنسانية التي خلفت مآسيها في كل بيت.

وفيما أعلن كثير من الجهات الحكومية عدم قدرته على إعطاء موظفيه أي ضمانات للعودة، لأن الأمر خارج سلطتها ومرهون بتقدير السلطات الصحية، يعيش المقيمون حالة من القلق والارتباك، فطريق الذهاب إلى بلادهم مفتوح، سواء بشكل مباشر لبعض الجنسيات، أو عبر محطة ثالثة «ترانزيت» للبعض الآخر، ولكن طريق العودة غير آمن، ولا يبدو له ضوء أخضر، وتزداد صعوبته حالياً مع تسجيل البلاد حالة إصابة لفيروس كورونا المتحور الهندي «دلتا» الذي يهدد بإجراءات أكثر صرامة في مجال إعادة فتح المطار وعودة الحركة إليه واستقبال الوافدين من جديد.

ومع نهاية العام الدراسي الذي نعيش أيامه الأخيرة، واستعداد أكثر من 30 الف معلم لتسلم «الخروجية» متواكباً مع فترة إجازات الشركات ومؤسسات القطاع الخاص، تزداد حيرة الوافد، بين البقاء في الكويت لعام آخر، بعد ما شهده العام 2020 من حالة إغلاق تام، منع الآلاف من الوافدين من السفر إلى بلادهم، أو المجازفة والسفر ووضع مصير من يقدم على هذه الخطوة وعمله في مهب استمرار حالة الإغلاق في وجه الوافدين، لاسيما أن واقع الحال يكشف عن حالات إنسانية حرجة لمقيمين غادروا في سفر عاجل وتركوا عائلاتهم هنا، فعلقوا في الخارج بينما بقيت عائلاتهم هنا بلا معيل.

المُعلمون... من يجرؤ على المغادرة؟
فتحت قضية العالقين في الخارج الباب على مصراعيه لقضايا أسرية شائكة في الكويت، تزامناً مع بدء العد التنازلي لعطلة الصيف لكثير من المهن، وفي مقدمتها الوظائف التعليمية لنحو 30 ألف معلم وافد في القطاع التعليمي الحكومي وحده، ولكن من يجرؤ على السفر في ظل عدم وضوح الرؤية؟

«الراي» استطلعت آراء المعلمين الوافدين، حول موقفهم من السفر، أو البقاء في الكويت للعام الثاني على التوالي، فقالت المعلمة المصرية نشوى قاسم إنها وقعت بين نار شوقها لأبنائها في مصر، أو الخوف من فقد مصدر رزقها، وهي معيل هؤلاء الأبناء بعد وفاة والدهم، مضيفة «لدي أيضاً جلسة محكمة في شأن نزاع ملكية على منزلي هناك وأخشى فقدانه إن لم أحضر ولا أدري ماذا أفعل؟».

من جانبه، قال المعلم السوري إبراهيم سعود إن قضية العالقين في الخارج والخوف من السفر من القضايا المهمة التي يجب أن تحل سريعاً، نظراً لما لها من تداعيات إنسانية واجتماعية. وقال معلم الرياضيات سامي عمر إن «عدم وضوح الرؤية في شأن موعد فتح المطار واستئناف الرحلات مع الكثير من الدول، يشكل لي ولزملائي المعلمين هاجساً كبيراً».

وأوضح عمر أن «إدارة المدرسة التي أعمل فيها لا تمانع في منحنا خروجيات، ولكنها لا تضمن لنا العودة».

بدوره، قال المدرس عبدالله أحمد، إنه وأصدقاءه المعلمين لا يعلمون متى يمكن أن يسافروا من دون الخوف من إنهاء خدماتهم بسبب عدم وضع آلية لعودة الوافد.

للأطباء هواجسهم: هل عودتنا مضمونة؟
لم يبتعد العاملون في المجال الطبي عن هواجس السفر ومنع دخول الوافدين، على الرغم من أن العاملين في المهن الطبية، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص يستطيعون السفر والعودة، ولكن الهواجس، كما عبّر عنها الدكتور أحمد علاء الدين، تتعلّق بما إذا كان قرار الاستثناء يشمل عائلات الأطباء، أم أنهم يدخلون في إطار منع دخول الوافدين.

وقال علاء الدين لـ«الراي» إن «الخوف لم يعد من عدم العودة فقط، وإنما من القرارات التي تصدر بشكل مستمر وفقاً لمستجدات الوضع الصحي، فقد أصبت بكورونا منذ فترة، ولا أستطيع التطعيم الآن إلا بعد مضي 3 أشهر، ولكن مهما تكن التبعات فسوف أسافر في شهر أغسطس إن شاء الله».

من جانبه، قال الدكتور أحمد حسني الذي يعمل في أحد المستشفيات الأهلية، إنه تلقى جرعتين من التطعيم منذ 4 شهور، لكنه لا يستطيع السفر لرؤية أبنائه منذ سنة ونصف السنة بسبب إغلاق المطار، مؤكداً أنه يخشى أن يسافر ولا يستطيع العودة إلا باستثناء من لجنة طوارئ كورونا.

مديرو شركات: تحصّنّا فاسمحوا لنا
انتقد مقيمون يعملون مديرين في شركات القطاع الخاص، تهميش الوافدين، وعدم أخذ وضعهم بعين الاعتبار، عند اتخاذ قرارات تخفيف الإجراءات المتعلقة بمواجهة فيروس كورونا، مشيرين إلى أنهم يعيشون الوضع كما يعيشه المواطنون، وتلقوا اللقاح وأصبحوا محصنين، فلماذا لا يتم السماح لهم بالسفر والعودة كما تم للمواطنين؟

المقيم أحمد محمود، الذي يعمل مديراً لشركة خاصة قال إن «قرار عدم السماح للمقيم بالسفر والعودة، ومنع الوافدين من الدخول للكويت، لم ينظر للمقيم وظروفه ووضعه، وكأنه بلا أهل أو مشاعر».

أما نضال عطيش، وهو مدير إحدى الشركات السياحية، فيقول إن «تأخر قرار وضع آلية لعودة الوافدين سيربك سير العمل في القطاع الحكومي والخاص، وقد تفقد الكويت 40 في المئة من العمالة المدربة والتي صرف عليها الكثير من الأموال للوصول إلى كفاءتها الحالية».

من جانبه، قال هيثم عزت، وهو مدير إحدى الشركات العاملة في مجال الأدوات الكهربائية إن «شركتنا أصبحت تعاني بشدة بسبب إغلاق المطار، فمعظم موظفينا الذين سافروا قبل أشهر لا يستطيعون العودة بسبب توقف رحلات الطيران القادمة من مصر إلى الكويت، وأنا أيضا أخشى حاليا من السفر إلى بلدي، خوفاً أن يكون مصيري مشابهاً لزملائي العالقين».

بدوره، قال شهاب الدين خيري الذي يعمل مستشاراً في أحد مكاتب المحاماة، إنه تلقى جرعتي «أكسفورد»، هو وزوجته وأصبحا محصنين، «ولكننا نخشى أن نخوض تجربة العالقين بالخارج عندما نغادر الكويت ولا نستطيع العودة مجدداً».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي