No Script

رسائل في زجاجة

يا أهل الكويت...!

تصغير
تكبير

منذ القدم اشتهر أهل الكويت بالجود والكرم، رغم ضعف الحالة المادية لديهم، وبأنهم أصحاب نخوة وشجاعة، يمدون يد العون إلى كل محتاج، فالكويت قبل ظهور النفط كانت تعيش على التجارة، حيث لا زرع ولا ثمار فيها، فهي صحراء قليلة الماء، وكان يجلب الماء من شط العرب في العراق، ولكن بسواعد الأجداد الأولين وتكاتفهم وتعاضدهم بنوا دولة يقام فيها العدل وتعيش بالأمن والأمان.

وبعد ظهور النفط انتعشت البلاد وتطوّرت عمرانياً وسياسياً واقتصادياً حتى علت رايتها في كل المحافل الدولية وغيرها، وأخذت على عاتقها مساعدة أشقائها من الدول المحتاجة والدول الصديقة الأخرى.

فكان التفوّق والتقدم من سماتها في أغلب المجالات، حتى إنه كان يشار إليها بالبنان، فهي البلد الصغير في المساحة وعدد السكان، إلا أنها كانت تنافس أكبر الدول مساحة وسكاناً، وكما يقال «لكل حصان كبوته»، وهذا ما حدث على مرّ الزمان والسنوات لدول عظمى أصبحت مفككة إلى دويلات، ودول غنية أصبحت تطلب المساعدات، صحيح أن الكويت كانت في المقدمة في كل المجالات في عصرها الذهبي، وأصبحت متأخرة في بعض المجالات، ولكن في اعتقادي أنها كبوة أو غفلت لبعض الوقت، وهكذا الحياة فدوام الحال من المحال.

يا أهل الكويت إن بلدنا جميل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والدليل هو اسأل كل من زارها أو أقام فيها أو من رحل وسافر عنها مجبراً، اسألوا من ولد فيها وعاش على ترابها ودرس وتعلم وعمل فيها، إنها أم الخير، رغم كل ما يحاط بها من حاسد وحاقد وفاسد، رغم كل الظروف سترتفع رايتها عاجلاً وليس آجلاً، فالكويت ما زال بها رجال صالحون وشباب طموح، نسمع عن تفوقهم بين الحين والآخر في المجال العلمي وغيره من المجالات، فالكويت بها شباب متفوّق إذا أعطي الفرصة في رسم خريطة الطريق، وفتحت أمامه المجالات للإبداع، الكويت بها رجالات اقتصاد وسياسة وفن ورياضة قادرون على تخطي الصعاب والنهوض بالكويت من جديد. فلنتذكر الرجال والنساء وحتى الشباب، الذين ضحّوا بأنفسهم وأرواحهم فداء للوطن، لقد ضحوا هؤلاء بأرواحهم لنكمل مسيرة الوطن.

يا أهل الكويت لا تيأسوا ولا تتشاءموا من الأوضاع الحالية، فالمستقبل بيد الله وهو المدبر للأمور، فالتوكل على الله وبالعمل الجاد سنصل إلى برّ الأمان، وسنصل الى أحسن ما كنا، فإنها سنوات عجاف ستزول وتتبدل بالخير.

«واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً»، فمن عصى الله في الأرض فقد أفسد فيها، فلو أقاموا حدود الله لامتنع الكثير عن ارتكاب المعاصي والجرائم والمحرمات، لأنها تمحق البركة، فيبتليهم الله بنقص المال والثمار وغيرها من أنعم الله.

اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها، من كل سوء و مكروه.

M. Aljumah

kuwaiti7ur@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي