No Script

الأبعاد الثلاثة

بوي... وزهرة

تصغير
تكبير

عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام أنه قال: وأمّا حقُّ أبيك، فإن تعلم أنّه أصلك، وأنّك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك ممّا يُعجبك، فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك، ولا قوّة إلّا بالله.

مرّت عليّ - خلال الأيام الماضية - الذكرى السنوية لوفاة والدي رحمه الله، ولا تمرّ هذه الذكرى إلا ويتجدد الحزن والألم والأسى في الروح والقلب، على الفراق، مسلماً في ذلك بقضاء الله وقدره.

عند فقد الأب يفقد الإنسان الحب والسند والعضد والأب والأخ والصديق، وهنا يتبادر إلى الذهن كلام الإمام السجاد حول حق الوالد على ابنه وابنته بقوله: اعلم أن أباك أصل النعمة عليك، وأنك لولاه لم تكن.

والآن - بعد أن كبرنا في العمر وصار لنا بحمد الله أولاد وبنات وشاهدنا وسمعنا قصصهم معنا وقصص الأبناء والبنات مع آبائهم من الأهل والأصدقاء - فإننا نتفكّر:

- كم مرة أسأنا لآبائنا فتبسموا في وجوهنا، ومن ثم ذهبوا كي يناموا وفي قلوبهم غصة؟

- كم مرة جعلناهم تحت ضغط نفسي من دون أن نشعر، ومن ثم تركناهم وذهبنا نضحك ونتسامر مع أصحابنا ؟

- كم مرة قتّروا على أنفسهم لإعطائنا ما نريد، واستمتعنا بعطاياهم من دون أن نتفكر بما يعانونه ؟

- كم من مرة قدموا لنا النصيحة فتجاهلناها، واعتقدنا أنهم ضد رغبتنا، وثبت بعد ذلك صحة كلامهم ؟

- كم من مرة كانوا مهمومين حزينين فتساموا على همومهم وأحزانهم وأظهروا لنا عكس ذلك، كي يزرعوا الابتسامة في نفوسنا ؟

- كم من مرة غضبوا لأجلنا، وكانوا أكثر حرصاً علينا، فواجهناهم بما يسيء لهم ؟

- كم من مرة أسأنا لهم ولم نعتذر؟

- كم من مرة جاءتنا فرصة تصحيح ما سبق، ولكننا أضعناها، حتى جاء الوقت الذي لا ينفع معه الندم ؟

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا على أنفسنا، ولا تجعلنا من أهل العقوق للوالدين، واجعلنا بارين بهما في حياتهما، وبعد وفاتهما وارحمهما كما ربيانا صغاراً.

خاطرة: رحم الله أماً لم تلدني، رحم الله من ملأت حياتها بالمحبة والطيبة والإيمان، فتركت بصمتها في حياة ونفوس الجميع، ففجع بفقدها جميع من عرفها. رحم الله السيدة زهرة سيد زاهد الموسوي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي