No Script

اجتهادات

ستون عاماً!

تصغير
تكبير

مازال قرار منع تجديد أذونات العمل للمقيمين ممن تجاوز 60 عاماً بين شد وجذب. فمصير أكثر من 85 ألف عامل على كف عفريت بين الاستمرار في البقاء أو الرحيل إلى بلادهم بلا رجعة!

فبعدما أعلنت الحكومة عن قرارها، فيما يبدو كترجمة لتوجهات الشيخ صباح الخالد في تعديل التركيبة السكانية، بحيث لا يزيد عدد الوافدين على 30 في المئة من إجمالي سكان الكويت، وهي نسبة لن تستطيع الدولة الوصول إليها بأي حال من الأحوال، يبدو أنها أصبحت مترددة في ذلك من خلال طرح حلول ورؤى بديلة، بعد ضغط شعبي وحقوقي ومدني معارض لهذا القرار!

الحكومة دائماً ما تلجأ إلى الحل الأسهل في أي قضية، وهو أمر تعودنا عليه مع الأسف. وبدلاً من أن تفكر وتدرس التركيبة السكانية وتجد الحلول السليمة لها، أخذت القرار وباستعجال ومن دون تسبيب أو تعليل، لتفكر مرة أخرى في قرارها الذي على ما يبدو أنه في طريقه للإلغاء!

لماذا لا تفكر الحكومة مثلاً في حلول أخرى؟ تبدأ أولاً في البحث عن الأسباب التي تجعلها متخوفة من وجود هذه الفئة.

أعلم أنها ترى أن ذلك قد يسبب ضغطاً على قطاع الصحة، فلتفرض رسوماً وتأميناً صحياً على هؤلاء، وسيكون بذلك إنعاش لقطاع التأمين والصحة في البلد!

وأعلم أن فئة منهم تتسلم رواتبها في الكويت لتحولها إلى أهلها، فلتفرض رسوم تحويل عليها وتدفعها إلى صرف أموالها في الكويت، لكي لا تخرج أموال البلد إلى خارجه!

واعلم أن فئة منهم تملك محلات ومتاجر وأعمالا تدر آلاف الدنانير، فلتفرض ضريبة عليها وتعزز بذلك من مداخيل الدولة! ولكن أن تقرر بين ليلة وضحها الاستغناء عنها، فهو أمر لا يقبله كل إنسان في بلد الإنسانية!

شخصياً أعرف ثلاثة أشخاص ممن يشملهم هذا القرار.

الأول يعمل كرئيس للطباخين في أحد المطاعم المعروفة في الكويت، يملك خبرة في مجاله وأصبح مقصداً للكثير من سكان هذا الوطن من المواطنين والوافدين، بعد أن قضى جل وقته في هذه المهنة!

والثاني قدم إلى الكويت منذ أكثر من أربعين عاماً، وهو في سن العشرين ولم يعد إلى بلاده في يوم من الأيام، حتى أضحت الكويت بلده الأول! والثالث يملك عشرات المحلات من الأقمشة المسجلة بأسماء كويتيين، لأتساءل بيني وبين نفسي، كيف لهؤلاء أن يعودوا إلى بلدهم؟!

كل ما أتمناه من صاحب القرار، أن يعيد النظر في هذا القرار، وأن يكون القرار مدروساً وموزوناً بما يحفظ حقوق الدولة والمواطن، على ألّا يكون ذلك ظالماً للوافد! والله من وراء القصد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي