No Script

ألوان

رسالة إلى الشباب الكويتي (6 من 6)

تصغير
تكبير

الشباب الكويتي هم عماد المستقبل، والطاقة الحقيقية للتطور في المجتمع، الذي تأسس نتيجة تضافر الجهود سلباً وإيجاباً، ونتاج اجتهادات قد تكون ناجحة في أمور وغير ناجحة في أمور أخرى، ومن ثم فعلى الشباب إكمال المسيرة والعمل من أجل الإصلاح وهو عمل لا نهاية له.

إن الطفل يكبر ويصبح شاباً وهو مطيع لوالديه كما أنه يثق بوالده ثقة كبيرة في إدارة شؤون المنزل في السراء والضراء، وعليه أن يكون مطيعاً لوالده في القرارات التي يتخذها، حتى إن كان لا يؤيده، لأنه يثق بأن والده لديه نظرة ثاقبة نحو أبعاد القضية فيكتسب خبرة منه.

وعندما يكبر الطفل ويصبح شاباً، ويتخرّج ويحصل على عمل فإنه يتعلّم من زملائه آلية العمل، ويكتسب خبرة في مجاله، بقيادة رئيسه المباشر الذي يتبع خطة مرسومة من قبل القيادة في العمل.

وفي بلدنا الحبيب فإن المجتمع مليء بالمشاكل وبالتحديات الداخلية والخارجية، وعلى كل أبناء البلد طاعة ولي الأمر من أجل الوصول إلى بر الأمان.

إن الكويت غالية علينا جميعاً، ومهما اختلفنا في الرؤى تجاه قضايا المجتمع، فإننا نتفق بأن مصلحة الكويت هي الهدف المنشود وهو أمر يتطلّب مثابرةً وعملاً مستمرين، بقيادة النوخذة ووالد الجميع حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الصباح - حفظه الله ورعاه - وولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الصباح - حفظه الله - فهما القيادة العليا التي يجب أن ننصاع لأوامرها، لأن سفينة الوطن لن تنجو من دون اتباع أوامر النوخذة، خصوصاً وقت العواصف وما أكثرها في الوقت الراهن، حيث إن المنطقة تغلي وسط التناقضات التي تضغط هنا وهناك، ونحن مضطرون للتعامل معها، كون الكويت لا تعيش وحيدة، بل هي ضمن دول أخرى... خليجية وعربية وإسلامية وصديقة، وكل دولة لها مصالح مثلما نحن لنا مصالح، وهي مصالح قد تكون متوافقة، أحياناً، أو متقاطعة في أحيان أخرى، وهناك التزامات وقوانين دولية يجب الالتزام باستحقاقاتها، وهي أمور منحت الكويت مكانة مرموقة في العالم الدولي.

وفي قراءة سريعة للتاريخ، فإن ابن القيم - رحمه الله - له مقولات كثيرة منها: «ومن له ذوق في الشريعة واطلاع على كمالها، وتضمنها لغاية مصالح العباد في المعاش والمعاد، ومجيئها بغاية العدل الذي يسع الخلائق، وأنه لا عدل فوق عدلها، ولا مصلحة فوق ما تضمنته من المصالح، تبيّن له أن السياسة العادلة جزء من أجزائها، وفرع من فروعها، وأن من أحاط علماً بمقاصدها، ووضعها موضعها، وحسن فهمه فيها لم يحتج معها إلى سياسة غيرها البتة، فان السياسة نوعان سياسة ظالمة، فالشريعة تحرمها، وسياسة عادلة تخرج الحق من الظالم الفاجر، فهي من الشريعة، عَلِمها مَن علمها وجهلها مَن جهلها».

وبالتالي فإن العدل هو الأمر الذي نتطلع إليه جميعاً، ولطالما نحن في بلد فإن هناك قوانين وقضاء علينا أن نحتكم إليه، إلا أنه يجب علينا احترام القضاء، وهو نتاج عمل مؤسسات عدة في الدولة، وقد شهدنا أخيراً أحكاماً رادعة لمحاربة الفساد، وما زلنا في انتظار المزيد، ولكن علينا كمواطنين ألا نمارس التسرع في إطلاق الأحكام والتهم جزافاً على أناس قد نكتشف أنهم أبرياء، وهذا حدث في الكثير من القضايا، وأروقة المحاكم الكويتية، فليتخيل أحدنا عندما يكون متهماً، والكل يتحدث عنه ثم يحصل على البراءة، التي يستحقها، فكيف يحصل على رد الاعتبار من هؤلاء الذين اتهموه ظلماً وبهتاناً لفترة طويلة عبر الديوانيات ووسائل التواصل الاجتماعي، ثم يمارسون الصمت عندما يحصل على البراءة من دون اعتذار.

لذا علينا ألّا نتسرع في إطلاق التهم من دون دليل، والأفضل الانتظار إلى أن يقول القضاء كلمته في القضية، مهما كانت سياسية أو جنائية، فكم من متهم في قضية ما، ثم يحصل على براءة بعد أن نال الناس من سمعته.

وفي الختام أدعو الله العلي العظيم، أن يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه وسوء.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي