No Script

خواطر صعلوك

من أنت كما تعتقد نفسك؟!

تصغير
تكبير

تتكون هوية أي فرد من ثلاثة أبعاد، زمانية ونفسية ومتغيرات يومية.

فالزمانية هي ما كُنته، وما حدث معك وتفاعلت معه، وأثّر فيك ورسم ملامح فعلك وردود أفعالك وخيالك وظلك، وهويتك الزمانية ترتبط بمراحلك العمرية، فأنت ذات يوم كنت لا تشعر أنك على قيد الحياة إلا إذا كان حضور الغير يُحيي حضورك، وفي ذلك يقول أحد الروائيين: إننا جميعاً غرباء عن أنفسنا، وإذا كنا نملك بعض المعلومات عن هويتنا، فهذا لأننا نعيش فقط داخل أعين الآخرين.

وفي مرحلة أخرى من عمرك، عندما تكبُر أكثر وتتواضع أكثر، لن تجد نفسك إلا إذا كنت منعزلاً، والذين يعيشون في أعين الآخرين، لا يكتشفون الأراضي العذراء في فضائهم الداخلي، والذين يعيشون فضاءهم الداخلي يواجهون صعوبة الفخاخ وأوهام الحواس، وربما في مرحلة ما من مراحلك العمرية ستتقافز بين الداخل والخارج، بين ذاتك وأبنائك، بين كونك أنت وبين أصدقائك، بين حرفٍ تكتبه وكلماتٍ تكتبك.

هناك شعور بالتمايز الفردي، ولكن أيضاً ميل نحو التكوّن الاجتماعي عند كل الأفراد.

وهويتك النفسية التي تحمل خصائصك من أذواق ومصالح وكفاءات وعيوب، وفي هذه تحديداً سيكون من العار أن نبدو ودودين، مهذبين، أذكياء... إلخ، من أجل الحصول على ما نرغب به من الآخرين، فالهوية النفسية في حقيقتها هي عالم صمتك وما تحدّث به نفسك وليس ما تُظهره.

أما متغيراتك اليومية، التي تُشكّل هويتك فهي قراراتك التي تأخذها في كل لحظة، وتتطور الهوية عند اتخاذ قرارات مصيرية... حين تكون على مفترق طرق وتقول لنفسك:

- لست أنا من يفعل كذا... بل من يفعل كذا!

عزيزي القارئ، إن ما ينبغي أن يقال في آخر المقال ينبغي ألا يُقال في أوّله، وفي الواقع فأنا لا أريد أن أقول شيئاً محدداً، بل مجموعة أشياء متنوعة، ولكن أهمها على الإطلاق أن ما يُشكلك سواء أكان زمنياً أو نفسياً أو يومياً، إذا لم يُذكر فيه اسم الله...

فهو أبتر.

@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي