No Script

سافر إلى ذاتك

لا تستسلم

تصغير
تكبير

تستيقظ كل يوم لتذهب إلى عمل لا تحبه، تجلس خلف مكتب لا تطيق تفاصيله، تقدّم خدمة لا تعرف كيفية تقديمها.

كل ذلك لأنك اخترت تخصصاً خاطئاً، أو استسلمت لوجودك في مكان خطأ، لا محاولات جديدة، ولا بدايات جِدية، ولا تغيّرات جذرية. استسلام في استسلام، ليمضي العمر وتمضي الأيام، وينتهي الأمر! التقيت قبل 3 سنوات بمهندس، تخرّج في كلية الهندسة بدرجة امتياز، وكردة فعل غير ناضجة، ستقول: ما شاء الله مهندس متميّز وكفاءة.

لا أعرف كيف يصنّفون «التميّز والكفاءة» على الدرجة العلمية فقط، متجاهلين القدرة النفسية على توظيف التفوق الدراسي في الحياة.

نرجع إلى القصة ذاتها... ما المشكلة عزيزي المهندس، يجيب: المشكلة هي الهندسة، لا أحبها ولا أستمتع بها.

بماذا إذاً تستمتع؟ الاجابة: الطبخ؟ ولماذا لا تصبح كما تريد؟ المجتمع لا يرحم! وما دخلك بهم؟ أعيش معهم... كيف أستقيل من وظيفة مهندس؟ السؤال الصح ليس هذا، السؤال الصح، لماذا أعيش مهندساً وأقدم خدمات لا أحب تقديمها، في حين هناك وظيفة أخرى، أستطيع تقديم خدمات عالية فيها، وتحقيق دخل عالٍ بحب وسعادة؟ أجاب: ونظرة الناس؟ سيحبونك أكثر إن أحببت نفسك فعلاً.

اليوم هذا الشخص سعيد بمطعمه، ومستمتع بتجهيز ألذ وأشهى الأطباق.

عزيزي القارئ أو عزيزي المستسلم، كم من شعور تخسره كل يوم لأنك استسلمت، كم من شعور يؤذيك كل يوم، لأنك في مكانك الذي تموت فيه كل يوم، بدل أن تحيا فيه حياة تريد خوضها.

كم عدد المرات التي تحسب فيها يوم تقاعدك، كم عدد اللحظات التي التفتّ فيها إلى عملك، ولُمت نفسك ألف مرة على وجودك فيه، كم يوماً كان ثقيلاً على قلبك، كم وكم... يمكن قولها بسبب أنك ما زلت تقف، تحاسب وتلوم ولا تقرر وتطبق وتبدأ؟! من اليوم قل لا، لن أكون السابق المتخاذل، لن أجلس صنماً خلف المكاتب، لن أعيش قصة ليست قصتي لا تشبهني، مهما كان عمرك، عش ما تود بحكم شعورك لا حكم عمرك، بحكم قرارك لا حكم ما قرروه عنك، بحكم ما تحب، لا ما أحبوه لك، لا تستسلم! Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي