No Script

الأبعاد الثلاثة

بابا أقدر أشتغل برا ؟

تصغير
تكبير

هذا السؤال طرحه علي ابني ذو 17 عاماً بعد أن وصلته إحصائية تشير إلى وجود 922 كويتياً من الحاصلين على درجة البكالوريوس في الهندسة - في التخصص الذي كان ينوي دراسته - عاطلين عن العمل لأكثر من سنة ونصف السنة.

سؤال جعلني اشعر بالأسى على حال الشباب الكويتي، والذي - وفي هذا العمر الصغير - أخذ بالتفكير بالعمل خارج بلده بعيداً عن وطنه وأهله !

هل وصل الحال في هذا الوطن، فعلاً ألا يستطيع توفير وظيفة لمواطنيه خصوصاً أننا كمواطنين ما زال عددنا صغيراً نسبياً؟ فما الذي أوصلنا إلى هذه الحال؟ هل وصلنا إلى مستوى التشبّع في الوظائف ؟

الاجابة ببساطة: نعم، الوطن فشل في توفير وظائف لمواطنيه، كمّاً ونوعاً، لأسباب مختلفة منها:

- نظام تعليم عالٍ ما زال يعتمد أساساً على تخصصات تقليدية، سواء في الجامعات والكليات المحلية أو البعثات الخارجية. تخصصات لا تتطور بتطور النهج والنظام العالمي، ورؤية الوطن وبما يتماشى مع خصوصية المجتمع الكويتي.

- غياب التنسيق بين الجهات الرسمية، وبينها وبين مؤسسات القطاع الخاص، وغياب الدراسات الرسمية حول حاجات سوق العمل لسنوات طويلة مقبلة، بحيث تتماشى مخرجات التعليم مع هذه الحاجات.

- الاستعانة بالخبرات الأجنبية في تخصصات، والتي تعدّ عادية أو روتينية، بعد كل هذه السنوات من التعليم النظامي والاستقلال، والابقاء عليهم لسنوات طويلة من دون وجود خطة واضحة أو غياب تطبيق فعلي لخطة إحلال الأيدي العاملة الوطنية، بعد أن تكون هذه الخبرات الأجنبية قد قامت بدورها في تدريب الكوادر الوطنية. فمثلاً لا يمكن القبول بالاستمرار بالاستعانة بهذا العدد الكبير من الخبرات الأجنبية في القطاع النفطي وتخصصات المحاسبة والقانون والادارة.

- غياب خطة واضحة لخلق وظائف في تخصصات جديدة ومستدامة، تعزّز التطور الاقتصادي، وتساهم في تنويع مصادر الدخل عبر شراكة حقيقية بين القطاعين الحكومي والخاص، وتعزيز دور القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي.

فما زال في هذا البلد خير كثير، يستوعب جميع مواطنيه، متى ما وضع الشخص المناسب في المكان المناسب للتخطيط والتنفيذ والتشريع والرقابة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي