No Script

«الحشد» عن اعتقال مصلح وعلاقته بالوجود الأميركي: عراق 2021 غير عراق 2004

قوات أميركية في العراق
قوات أميركية في العراق
تصغير
تكبير

يقول «الحشد الشعبي» في العراق، إن مروحيات أميركية بداخلها عناصر للاستخبارات ووزارة الداخلية وجهاز مكافحة الإرهاب، هي التي اعتقلت قاسم مصلح، «قائد عمليات غرب الأنبار».

ورغم نفي بغداد مشاركة أحد من خارج القوات الرسمية، إلا أن أوساطاً قريبة من «الحشد» أصرّت على روايتها، وتساءلت عن سبب الاستعانة الحكومة بقوات من خارج «الحشد» ليعتقل أحد قادته؟ وما هي الرسالة التي أرادت إيصالها إلى الشعب؟ وهل أدركت مدى خطأها لتتراجع عنه في اليوم نفسه وتأمر بتسليم المعتقل إلى «الحشد»؟ وهل الرسالة موجهة إلى أميركا لتدغدغ عداوتها لـ«الحشد»؟

يسترجع مسؤولون في «الحشد»، انه في منتصف العام 2004، أمر رئيس الوزراء حينذاك إياد علاوي بالهجوم على النجف لاعتقال السيد مقتدى الصدر، وهو الذي رفض مغادرة المدينة وتسليم سلاحه.

وكانت أكبر القوى المهاجمة، أميركية.

ولم يكن للقوات العراقية إلا دور ثانوي إرشادي.

ويقول المسؤولون انه ومنذ ذلك الحين، «لم تبن قوة داخل المؤسسة العسكرية لحماية العراق، إلا عندما شُكل الحشد الذي كان المساهم الأكبر بتحرير العراق من داعش».

وثمة من يعتقد أن العملية التي أمرت بها الحكومة الحالية تختلف عن تلك التي أمر بها علاوي رغم أوجه التشابه بينهما.

فعندما قرر علاوي ضرب الصدر، لم يكن لديه جيش وطني لأن البلاد كانت تحت الاحتلال بعدما حل الحاكم الأميركي بول بريمر الجيش قبل هجوم النجف بأشهر.

أما اليوم، فان الحكومة تعتبر أن لا جدوى من وجود فصائل مسلحة، وتالياً يجب سحب سلاحها ولو بالقوة لأن الجيش أصبح قادراً على إمساك زمام الأمور بيده.

ويتساءل قادة «الحشد» اليوم، «إذا كان الجيش أصبح قادراً على ضبط الأمن، فلماذا تستعين الحكومة بالقوات الأميركية لتبقيها في العراق وتعتقل قائداً في الحشد من قبل جهاز آخر متخطية الأصول العسكرية»؟

ويعتبر بعض السياسيين أن هذه العملية هي أخطر ما حصل في العراق منذ اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

فالعراق «السياسي» طلب رسمياً، بعد قرار البرلمان الملزم، خروج الأميركيين. وهناك «قوات مقاومة» تعتبر أن الوجود الأميركي بمثابة احتلال، بينما ما زالت الحكومة تراوغ ولا تعطي الإيضاحات حيال أي اتفاق مع أميركا، بل على العكس، فإن القيادة الأميركية هي التي تصرح بأن العراق الرسمي يريد أن تبقى قواتها وتساعد بالتدريب والحماية وأنه لا توجد قوات قتالية.

وتلوم أميركا وإعلامها، «الحشد» على كل ما يحصل من هجمات على قوافل تحمل معدات أميركية.

ولا تميز واشنطن بين «الحشد» والفصائل الأخرى بل تعتبر أن كل صوت يعارضها يتبع لإيران.

وفي تقدير دوائر معنية، أن العملية التي أمرت بها الحكومة تدل على أن أميركا تشترك بعمليات قتالية.

وقد برز ذلك عندما أوعز الرئيس جو بايدن في مارس، بضرب قواعد لـ«الحشد» على الحدود العراقية - السورية، من دون الالتفات إلى السيادة الوطنية أو رئاسة الوزراء.

ويرى هؤلاء أن طلب الحكومة بقاء الأميركيين ينطوي على رسالة إلى العراقيين مفادها بأنها تعتمد على أميركا وقوتها للبقاء في الحكم، ويرى مسؤولون في الحشد ان هذا الامر غير واقعي «فعراق 2021 لم يعد مثل عراق 2004.

فقد شُكلت قوات الحشد العقائدية لحماية العراق وهي قوة تختلف عن الجيش وقدمت تضحيات وصلت إلى 11000 قتيل أكثرهم من محافظة البصرة أثناء تحرير البلاد من داعش، وتالياً فإنها تعتبر أن تحرير العراق مجدداً من القوات الأجنبية لن يكون مهمة مستحيلة مهما كبرت التضحيات».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي