No Script

رسائل في زجاجة

رؤية 2035

تصغير
تكبير

بدأت بعض دول المنطقة في رسم رؤية للمستقبل القريب، وأيضاً تم إطلاق رؤية الكويت 2035، وهذا ما نتمناه بأن يكون لنا أخيراً رؤية للمستقبل القريب، فهي خطوة جديدة أطلقتها حكومة الكويت في يناير 2017 بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - طيّب الله ثراه - لتحويل الكويت إلى مركز تجاري ومالي وثقافي جاذب للاستثمار، وذلك بحلول عام 2035 ليحقق التنمية البشرية، ورفع كفاءة الإنتاج والحفاظ على الهوية الوطنية بما تتمتع به الكويت من موقع جغرافي متميز، والبنية التشريعية والنظام القضائي والسياسة الخارجية.

كل هذه عوامل مساعدة لتحقيق الرؤية وذلك عن طريق تحديد الأهداف ومتابعة الأداء، ومن أهم الأهداف هي استعادة دور الكويت الإقليمي كمركز تجاري وإعادة تنمية وتأهيل وتطوير أجهزة الدولة ومؤسساتها، وتوفير البيئة المناسبة للتنمية البشرية الهادفة إلى ترسيخ ثقافة العمل الجاد وترسيخ قيم المجتمع، والمحافظة على الهوية الوطنية وتحقيق العدالة، ورفع المستوى المعيشي للمواطن الكويتي وإشراك القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي وزيادة الإنتاج المحلي، وتطوير السياسات السكانية وتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية من الشباب، والسعي إلى الاقتصاد المتنوع وحكومة فاعلة وبيئة معيشية مستدامة ورعاية صحية واجتماعية، للوصول إلى مكانة دولية متميزة.

هذا مجمل ما ركزت عليها رؤية 2035، ونحن الآن في منتصف عام 2021 أي لم يبق على الإنجاز والوصول إلى الأهداف وتحقيق الرؤية إلا 14 عاماً، فهل بدأت الحكومة فعلياً بخطوات جادة في هذا الخصوص؟ فيجب على الحكومة الإسراع في تغيير ثقافة العمل والإدارة وإصلاح التعليم، وتوجيهه إلى المسارات الصحيحة في المخرجات التعليمية، بما يتماشى مع الرؤية بالتركيز في التخصصات اللازمة لاستكمال المشاريع التنموية والمخطط لها، فهناك بطء في استعدادات الحكومة في التغير المستدام للاقتصاد، فيجب أن تتضمن الرؤية مشاريع غير تقليدية ومتنوعة وغير معتمدة على النفط، كما تحتاج الرؤية إلى كفاءات عالية ومهارات فائقة غير تقليدية، فهل الحكومة رسمت خطة للابتعاث والدراسات العليا في مجالات تخدم 2035.

أربع سنوات مضت والحكومة لم تحرّك الملف ولم تتصفّح أوراقه، أربع سنوات مضت والحكومة في دوامة مع مجلس الأمة والتبعات والاشتراطات الصحية، أربعة أعوام مضت ونحن نفكر في مسألة الجلوس على الكراسي في المطاعم، أربعة أعوام مضت والحكومة بين الامتحانات الورقية أو عن طريق الكمبيوتر، أربعة أعوام والفساد أكل الأخضر واليابس، ولم يتبق لنا سوى الأجيال القادمة، هل فعلاً ستتحرك الحكومة وتشمّر عن ساعديها، وتشارك الشباب في تخطيط مستقبلهم لأن 2035 هو مستقبل الأجيال القادمة، فلنشاركهم في رسم مستقبلهم. اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها، من كل سوء ومكروه.

M. Aljumah

kuwaiti7ur@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي