No Script

قيم ومبادئ

خدمة توصيل الطلبات

تصغير
تكبير

انتشرت خدمة توصيل الطلبات بكثرة بعد الغزو العراقي للسلع كافة، وأكثرها خدمات المطاعم والوجبات السريعة، مما زاد من ثقافة الاستهلاك، ثم جاءتنا كورونا التي عطّلت الحياة، فأصبح الأبناء بين الألعاب الإلكترونية وبين الوجبات السريعة، مما زاد في انتشار السمنة، وعزز ثقافة الاتكالية، وانمحت على إثر ذلك ثقافة حب العمل والإنجاز لدى الأجيال.

ورغم تطاير حصى الشوارع وزحمة الشوارع بسبب (الموتوسيكلات)، لتوصيل الطلبات خصوصاً زمان الحظر، إلا أن الناس تشكو من سوء أداء خدمات التوصيل بدءاً من (يوصل لك الطلب مكركب)، الحمص سايح والطرشي مبعثر والساندويتش مضغوط، أو عدم تقيّد المطعم بالطلب، «فيعطيك اللي عنده وأنت تشرح له شنو يحط وشنو ما يحط»، ولكنه يعكس الطلب! و«يعطيك اللي عنده وإلا كيفك، تاكل اللي عنده؟!».

إن خدمات التوصيل بحاجة ماسة إلى التقنين والتنظيم، حفاظاً على سمعة الكويت ومستوى الخدمات وحماية المستهلك وحماية الصحة العامة، ولكي تتناسب مع كون الكويت مستقبلاً ستصبح مركزاً تجاريا ومالياً وعالمياً، كشأن بقية الدول الأخرى في مستوى الخدمات العامة. حبذا لو وزارة المواصلات تنظّم هذا الشأن العام مع البلدية.

وأول ما يجب تعديله هو مدى نظافة وملاءمة ملابس حاملي الوجبات، وكيفية تخزينها في وسائل النقل خصوصاً وأننا قد دخلنا في صيف طويل وحار.

بعد هذه الإطلالة السريعة لخدمات التوصيل وتطويرها، تذكرت خدمةً نحن نحتاج إليها اليوم، ولكننا متأخرون فيها، وهي توصيل رسالة (كويت الإنسانية)، هذه الرسالة التي حرص عليها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - طيب الله روحه وثراه - فلابد أن نعيد إحياءها من جديد، خصوصاً في هذا العالم الذي نعيشه اليوم، حيث أكلته الحروب وفرّقته المصالح وطحنته الشعارات والفوضى، فعمّ فيه الجهل والفوضى، وزادت أعداد اللاجئين وخرج الأطفال من فترة الأمومة والطفولة، وأصبحوا خارج مقاعد الدراسة اليوم، وانتشرت الأمراض التي لا توجد لها لقاحات تقاومها؟ فما دورنا اليوم تجاه الكويت؟ بل تجاه أمتنا الإسلامية؟ والإنسانية جمعاء؟ نحتاج إلى وقفة تأمّل واستدراك ما فات، والعمل من جديد، فالكويت بعد الله لها حق كبير علينا جميعاً أفراداً وجماعات، وجمعيات الكويت بفضل الله أعطت ولم تبخل، وليس هذا مِنَّةً، ولكن واجبها الذي آمنت به، واليوم يأتي دورنا جميعاً بصفتنا مواطنين سواء كنا موظفين أو متقاعدين رجالاً ونساءً، ماذا يمكن أن نعمل لحمل رسالة الكويت الإنسانية؟ أول شيء يجب تذكير العالم به هو نعمة الهداية إلى دين الإسلام، ثم بعد ذلك التذكير بنعم الله علينا المكملة لهذا الأصل، فهي نعمة الأمن والأمان والرخاء، فهذه نعم الله علينا لا تعدّ ولا تحصى، ومن نعمة الله للعالمين أنه تيسر لهم أسباب السلامة والهداية غاية التيسير، ونبههم على سلوك طرقها وبيّنها لهم، فقد أمرهم جميعاً بالعدل والإحسان وأمرهم بالإحسان للوالدين والجار وإغاثة الملهوف والرفق بالحيوان وعمارة الأراضي وإصلاحها، وعدم الإفساد فيها، ولكن هناك من يجادل ويعاند وينكر ويجحد هذه النعم، سواء علينا أو على الناس أجمعين، ولكننا نقول: وبضدها تتبين الأشياء، فلولا الليل ما عرف فضل النهار، ولولا القبيح ما عرف فضل الحسن والجمال، ولولا الظلمة ما عرف منفعة النور، ولولا الجهل ما عرف فضل العلم والعلماء؟ الخلاصة قال الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ).

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي