No Script

أضواء

نظام فصل عنصري صهيوني غير شرعي !

تصغير
تكبير

لم تجد الحكومة الأميركية أو الاتحاد الأوروبي، تعليقاً مناسباً للتغطية على جرائم الحرب التي ارتكبها الصهاينة على غزة أفضل من التصريح الساذج المكرّر بأن (من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها)، علما بأن هذا الكيان المحتل الذي فاقت عنصريته ضد الفلسطينيين عنصرية الأقلية البيضاء ضد السود في جنوب أفريقيا، يملك من الأسلحة أحدث ما توصلّت إليه التكنولوجيا العسكرية الأميركية «جواً» و«براً» و«بحراً»، وهو يمارس حصاراً خانقاً على غزة منذ سنوات، ولا يكّفّ عن الاستهتار بأرواح الأطفال والنساء والمرضى في المستشفيات وإرهابهم، عندما يرسل طائراته العسكرية لقصفهم بالقنابل الأميركية شديدة الانفجار.

بالأمس سارعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على بيلاروسيا، لاختطافها صحافياً معارضاً بعد إجبار الطائرة التي كان فيها على الهبوط في مطار مينسك.

الكيان الوحيد الذي لا تفرض عليه عقوبات في العالم هو الكيان الصهيوني، رغم كل الجرائم التي يرتكبها ضد الفلسطينيين، والتي تتجاوز الخطف إلى الاعتقال والسجن والقتل واقتحام المساجد والمنازل، وهدمها أو مصادرتها وبناء أسوار فاصلة، وضم أراضٍ وطرد سكانها منها ومعاملتهم معاملة عنصرية سيئة.

لا يجد المرء من تفسير ذلك غير عدم اكتراث تلك الدول بحقوق الإنسان العربي، ومعاملته بطريقة دونية، وهو مؤشر خطير على عدوانيتها تجاهه، وإصرارها في المضي على إرهابه، من أجل أن ينصاع للأمر الواقع، الذي يخططون لفرضه عليه بالقوة والإكراه، بقبول الاحتلال وتغيير قناعاته تجاه الصهاينة المعتدين بالتعايش معهم، والاستسلام لهم كسادة مقابل أن يظل إنساناً منكسراً عسكرياً وحضارياً مفرّغاً من هويته الدينية ولا يملك شيئاً من حق تقرير مصيره.

رغم أن هذا الواقع يخالف القوانين والأعراف الدولية، التي وضعت لضمان حقوق المجتمعات البشرية في أن تعيش بحرية وكرامة.

ويعتبر الدفع نحو التطبيع مع الصهاينة إحدى وسائل تلك الدول في فرض الأمر الواقع، من أجل تجاوز الخطوط الحمراء للقانون الدولي، لكن ذلك لا يجدي مع الشعوب العربية التي ترفض التطبيع مع كيان محتل ومعتدٍ ومرتكب جرائم حرب، ولا يملك أي حق في أرض فلسطين ولا يمكن أن يعترف به ككيان عنصري يكره العرب والمسلمين قاطبة، ويخطط لتدميرهم ومآله في النهاية كمصير نظام الأقلية العنصرية البيضاء في جنوب أفريقيا، وهو نظام غير شرعي بدأ مع بداية قيام الكيان الصهيوني العنصري عام 1948 وانهار في العام 1990، وكان وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، لم يتحمله على مدى أربعة عقود، وهو كابوس يلاحق الكيان الصهيوني ولا يستطيع التفلّت منه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي