No Script

سافر إلى ذاتك

لا تقترب أكثر!

تصغير
تكبير

في علاقاتنا المتعددة - سواء كانت قريبة أم بعيدة - كثيراً ما تسقط منّا الحدود المهمّة الفاصلة والمفصلية بيننا وبين الآخرين، فيكون الحدّ زائداً عن المطلوب، ناهيكم عن صلاحية مزعجة يأخذها من يحبوننا في التمادي بالكلام، وردّات الفعل أو الاطلاع على الخصوصيات أو الخوض في المنطقة الخاصة بنا.

في بداية الأمر لن يزعجك ذلك، وفي الغالب لن تهتم، والكثير منا يفهم أنها تعبير عن الحب العالي وعمق العلاقة .

لكن مع الوقت سيصبح القرب إزعاجاً، والتعدي وعدم احترام الخصوصية بوابة للخلاف، والانزعاج النفسي والفكري والاجتماعي... ولتفسير كل سبق نحتاج أن نأخذ مجهراً لعلاقاتنا ونكبّره شيئاً فشيئاً.

لنأخذ علاقة بسيطة كعلاقة الأم بابنتها، الأم تفتح غرفة ابنتها متى ما شاءت، وتأخذ جهازها، وتطّلع على رسائلها مع صديقاتها، لا يحقّ للفتاة الجلوس بمفردها في الغرفة، لا يحقّ لها اختيار ملابسها، ولا من تجالس.

كل ذلك خوفاً عليها من الوقوع في الخطأ، الذي يجب أن نتوقف عنده الآن، وكيف نربي لتفادي الخطأ، بل لمعرفة ما هو خطأ وما هو صواب، وكيف نربي... لنحمي أبناءنا أم لنوجههم، لنجعلهم يعيشون قصتهم، أم نعيش نحن قصصهم بدلاً عنهم؟! أن نعلّمهم على الخيار والتعلم من الأخطاء، أم نجعلهم لا يعرفون ما هو الخطأ، لأنهم يجب أن يكونوا دائماً على صواب؟! عزيري القارئ، إن كنت صديقاً أو زوجاً أو أباً أو أماً.

لا تقترب أكثر من حدودك، لا تعطي نفسك صلاحية كاملة للتدخل في حياة غيرك، مهما كنت قريباً منه، اترك لمن تحب مساحته الخاصة، مشاعره الخاصة، لحظاته الخاصة.

لا تلتصق حدّ الاختناق، ولا تبتعد حد اللاوجود لك، كن بين محب دافئ وبعيد ناصح، وقريب مهم وغريب داع.

العلاقات فن، وأهم فنونها معرفة: حد الكلام ، ووقت الصمت.

حد التواجد ، وحد عدم الوجود.

حد المشورة ، وحد النصح.

حد كل شيء، عندك وعندهم.

Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي