No Script

مرئيات

قراءة في الانتخابات التكميلية

تصغير
تكبير

انتهت الانتخابات التكميلية في الدائرة الخامسة، بنتيجة ساحقة أقرب ما تكون إلى التزكية للدكتور عبيد الوسمي، بعد خلو مقعد الدكتور بدر الداهوم بحكم المحكمة الدستورية.

هذه الانتخابات حملت معها الكثير من الرسائل الموجهة للشعب خصوصاً للحكومة، نورد منها ما يلي: أولاً؛ مقاطعة قبيلة العوازم لهذه الانتخابات والتنازل عن كرسي القبيلة، وهو مضمون لهم فيه إشارة إلى تطوّر العمل السياسي لدى القبائل في الكويت، فهي اختارت التضحية بالكرسي مقابل إيصال رسالة احتجاج سياسية قوية للحكومة.

ثانياً، وبمجرد إعلان الدكتور الوسمي خوض الانتخابات تداعى جميع المرشحين إلى التنازل له، الهدف منه حصول الدكتور على أكبر رقم ممكن، وهذا ما حصل في محاولة جادة إلى إيصال رسالة للحكومة.

ثالثاً ؛ الدكتور بدر الداهوم العازمي - صاحب الكرسي النيابي - يقف داعماً للمرشح المطيري، الذي ينافس للحصول على كرسيه ويدعمه في ذلك السني والشيعي والحضري والبدوي، هذه رسالة راقية للحكومة، أن الشعب الكويتي تجاوز كل الاستحقاقات القبلية والطائفية وكانت ملحمة وطنية راقية.

رابعاً؛ الأصوات التي حصل عليها الدكتور الوسمي هي ليست لشخصه، بل هي رسالة امتعاض من الوضع العام في البلد، ورسالة استياء من الحكومة وقراراتها وممارساتها، ويجب على الحكومة أن تقرأها بهذا الشكل، صديقك من صدقك لا من صدقّك.

خامساً؛ تجاوز الناخبين مصالحهم الخاصة والضيقة، إلى المصلحة الوطنية ومصلحة البلد.

فيجب على الحكومة بعد هذه الرسائل، التي تم توجيهها من أهالي الدائرة الخامسة، ان تقرأها بشكل صحيح ودقيق، وبنظرة محايدة، كما يجب على الحكومة أن تعي أن اليوم غير الأمس وغداً غير اليوم، فالحكومة لديها فرصة لتصحيح المسار وتعديل المزاج الشعبي الغاضب، وذلك بحل كثير من الملفات العالقة ومن أهمها موضوع العفو، وتعديل الدوائر وإلغاء قانون الجرائم الإلكترونية ومكافحة الفساد وإسقاط القروض وحلّ قضية «البدون» والإسكان والبطالة، عندئذ الحكومة لن تجد من يعارضها وينتقدها، بل ستجد من يدعمها ويشدّ عليها ويثني على أدائها.

أتمنى ألّا تفوّت الحكومة هذه الفرصة في الإصلاح والانجاز، والتي قد لا تكون متاحة في المستقبل، أو لن ترضي طموح الشعب الكويتي عندها. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي