No Script

بوح صريح

لا يستحق معرفتك

تصغير
تكبير

هل هناك قيمة «للاشيء» nothingness، هل هو السواد أم السلام.

الوعي أم الحقيقة، أم أن القيمة تعتمد على مقدار وموقع اللاشيء ماهيته ومقداره وكيف نفهم معناه؟

هل هو يقابل قيمة كل شيء، كالتنوع الغني في كل مفهوم حولنا وبداخلنا.

أم كل احتمال ممكن قابل للتحقق.

أو غير المتوقع.

مما يقودنا إلى مفهوم هيجل حول السلبية.

كعنصر محرك ومحفز للتغيير.

كأن نقول: «طفل بلا شيء يحلم بكل شيء».

إن وجود الإنسان مقيد محدود بقيود وشروط.

سواء وجوده الفيزيائي والنفسي والعقلي والاجتماعي، مما يجعل ذلك الوجود ناقصاً مختطفاً في حالة إنكار واستلاب.

مما يلقيه في حالة اللاشيء منذ الولادة.

أضف إلى ذلك الخوف والقهر والظلم والتقويم والتشويه والتنمر والعنصرية... كلها تضيف لتعميق حالة اللاشيء فيه.

لكنه يحاول تزيين ذلك بالطموحات والأعمال والأهداف والهوايات.

ثم ينتقل لمرحلة الإبداع والتأليف والابتكار.

فيستعيد بعضاً من ذاك الوجود المختطف عبر العلوم والفنون والآداب... يرتقي بوجوده فيزيل بعض تلك القيود.

الحرية هي الوسيلة لإضفاء المعنى والقيمة على اللاشيء، بانتزاعه وتفكيكه أو تحليله، وبعد ذلك الانتقال إلى نقيضه، وهو تحقق «الشيء» دون «اللا».

ثم هل يمكن القول إننا بحاجة إلى فضائل مستحدثة تناسب الزمان المشوه، الذي نعيشه كفضائل المكر والدهاء والمواربة والتورية... حتى نحمي أنفسنا ومصالحنا ومبادئنا وعقولنا وأهدافنا وأحبائنا... من نفوس متعبة بالفساد ومتخمة بالرذائل!

فهي يمكن أن تكون فضائل لو انعدمت النية السيئة فيها.

الهدف منها خير وهو حماية المصلحة العامة وليس إيقاع ضرر أو إيذاء.

مثلاً عدم إعطاء إجابة نهائية.

لمحاولة تفادي الاستغلال، أو الرد بمكر وذكاء على موقف تنمر وسخرية، أو إخفاء الهدف/ الحقيقة عند استشعار أن الآخر ينوي نية غير حسنة.

وهكذا... حماية المصلحة الخاصة والعامة والمماطلة، ريثما يتحقق مطلب ما.

من دون إتاحة الفرصة للاستغلال.

ومن دون إيقاع ضرر سوى التمويه والتورية. وهو فعل إيجابي لأن الآخر لا يستحق أن يعرف حقيقتك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي