No Script

رسائل في زجاجة

ما بعد النفط

تصغير
تكبير

في عام 1965 كانت في ذاك الوقت تُعرض مسرحية بعنوان «الكويت سنة 2000»، من إخراج حسين الصالح وتمثيل مجموعة من الفنانين منهم عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وغانم الصالح وخالد النفيسي وغيرهم، وكانت مسرحية كوميدية تتكلّم عن مستقبل الكويت قبل وبعد النفط، وتطوّر التكنولوجيا، وصعود الإنسان إلى القمر، بالإضافة إلى ما احتوته المسرحية من النقلة ما بين اكتشاف النفط وما تلاها، أما مسرحيتنا الآن فهي ماذا بعد النفط، حيث الكل يعلم أن الكويت تعتمد اعتماداً كلياً على النفط وهو المصدر الأساسي لإيرادات الدولة.

ففي عام 1976 صدر مرسوم في شأن احتياطي الأجيال القادمة، في عهد المرحوم سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح - طيب الله ثراه - عندما كان ولياً للعهد حيث يقتطع نسبة 10في المئة من الإيرادات العامة للدولة إلى الصندوق، ويستثمر والعائد يضاف إليه، وفي عام 2013 ارتفعت النسبة إلى 25 في المئة، ففي عام 1999 كان رصيد الصندوق تقريباً 37 مليار دينار وارتفع الرصيد حتى ليصل في عام 2014 إلى 160 مليار دينار تقريباً، ويدير الصندوق هيئة الاستثمار.

هذا ما يخصّ صندوق الأجيال القادمة، وأما صندوق الاحتياطي العام فهو عبارة عن الفائض العام من الميزانية العامة للدولة، فهو حصالة ما يزيد على ميزانية الدولة، أو ما يسمى بالفائض العام، الذي يذهب إلى هذا الصندوق أو الحصالة، ففي عام 2012 كان رصيد الصندوق نحو 50 مليار دينار، وهو فائض الميزانية العامة للدولة والذي تديره الحكومة.

ففي مارس من عام 2017 أظهرت الصفحات الاقتصادية أكبر 20 صندوقاً سيادياً على مستوى العالم، وكانت الكويت متمثلة بالهيئة العامة للاستثمار في المركز الرابع برصيد 592 مليار دولار.

ونحن الآن في عام 2021 وبعد أن تم تقريباً تصفير صندوق الاحتياطي العام، تريد الحكومة أن تلجأ إلى الاقتراض من صندوق الأجيال القادمة، هذا في ظل الاستمرار في استخراج النفط وبيعه، مع ارتفاع في الأسعار، ويقول وزير المالية إنه لا رواتب في شهر نوفمبر 2020، إذا لم تقترض الحكومة من الصندوق.

فلنتخيل جميعاً أن فكرة صندوق الأجيال وصندوق الاحتياطي العام غير موجودين، فماذا العمل؟ وإذا أصبحنا يوماً ما والعالم بأسره استغنى عن النفط ببدائل أخرى، فماذا نفعل؟ هذه مجرد أوهام وكوابيس مواطن، بعد أن دبّ فيه خيبة الأمل في مستقبل أحفاده. اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان ودوام شكر النعم، التي أنعم الله بها علينا.

اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها، من كل سوء ومكروه.

M. Aljumah

kuwaiti7ur@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي