No Script

ربيع الكلمات

المرتزقة وشاعر البلاط... والقدس

تصغير
تكبير

المرتزق... قد يكون فناناً أو ممثلاً أو سياسياً أو مذيعاً مشهوراً، يلوي أعناق النصوص من أجل إرضاء بعض النفوس، ويقتات على قضايا الشعوب المصيرية ولا مانع من أن يقبض الثمن!، وهو نوع من البشر يأخذ المال مقابل بيع ضميره.

وهو يجيد تضليل الناس بحجج واهية، ويجاهد من أجل خلق انطباعات غير حقيقية وشعاره «اكذب واكذب» حتى يصدّقك الناس، وهو ليس عملاً فردياً وإنما منظومة عمل منظمة من المكر والخداع، ويحاول إيجاد معارك هامشية تبعد عن قضايا الأمة المصيرية ويخفي الرواية الحقيقية، عمله منظم بحيث يقول للناس كل فعل في مقاومة المحتل الصهيوني هو نوع من أنواع العبث الذي لافائدة منه، والمواجهة تزيد من حجم الخسائر البشرية، ولديه مواصفات خاصة للإنسان الجيد وهو الذي يذعن للمحتل.

فتخيّل أن الشعب الفلسطيني كان يعيش في أجواء إيمانية وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وإذا بالصهاينة يعتدون عليه في «حي الشيخ جراح» ويحاولون إخراجه من بيوته، ويقتحمون المسجد الأقصى بكل بشاعة ويدنسون المقدسات، ولم يستجب الصهاينة لكل المناشدات الدولية بالكف والتوقف عن الاعتداء على الممتلكات والمقدسات، وطُلب منهم التوقف عن ذلك، بل زاد الأمر إلى محاولة طرد السكان من منازلهم عن طريق السرقة والاستيلاء أمام العالم أجمع!، وأمام هذه البشاعة... جاء الرد من المقاومة الفلسطينية، بعد المشاهد المروعة في المسجد الأقصى والاعتداء على النساء.

وإذا بالمرتزقة يشككون في نوايا المقاومة، ولكن تعاطف العالم أجمع أفشل جميع المخططات في تغييب وعي الشعوب، وإذا بالمسيرات تجوب العالم نصرة للقضية الفلسطينية ولصاحب الحق، ونجد تعاطفاً غير مسبوق في المساعدات، وضعت الأمور في مسارها الصحيح، وهدمت سنوات، بل عشرات السنوات من التطبيع، وكشفت عن أنياب الكيان الصهيوني الحقيقية. وبعض مشاهير ومثقفي العصر الحديث أصبح مثل شاعر البلاط في السابق، الذي يقول القصائد ويمدح الآخرين من أجل المال، وهو الذي باع نفسه وضميره من أجل حفنة دنانير، فتجده على القنوات الفضائية يمدح الجلاد ويقف ضد الضحية، يسخر من المقاومة التي تعتمد على نفسها ذاتياً، وسط حصار خانق، والتي تريد فرض شروطها بعد أن أجادت إدارة الحروب النفسية، إنه يمثل أوضح صور التخذيل في القضايا المصيرية.

فما يحدث في القدس كشف مواقف بعض المثقفين والمرتزقة، وظهرت لهم أنياب صهيونية متوحّشة، حتى إن الصهاينة أنفسهم يخجلون من هذه النزعة!، ولكن هذه الأحداث كاشفة فاضحة... جعلت مرتزقة الإعلام وبعض المثقفين يرمون قفازاتهم المخملية ويدافعون عن الصهاينة بكل تبجّح وقبح، بل واتهام الطرف المدافع عن نفسه ووطنه بأنه هو الذي تقع عليه المسؤولية والمشكلة... منطق أعوج! البعض لا هم له إلا التكسب غير المشروع وهو الأسوأ، لأنه يتحدث في قضايا الأمة المصيرية من جانب مصلحي صرف... وعندما تتحدث المصلحة تصمت النفوس والضمائر، إنه يمارس أسوأ المهن التاريخية على الإطلاق، ويقف مع الجانب الآخر الظالم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي