No Script

أضواء

بين ستيفن والصهيونية تزيبي هوتوفلي

تصغير
تكبير

منذ احتلالهم القدس في العام 1967، لم يكتف الصهاينة بتهويد المدينة من خلال مسح آثارها الإسلامية، بل عمدوا إلى نبشها بحثاً عن أيّ أثر يهودي يدعم مزاعمهم التاريخية فيها، وزاد من إحباطهم أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في العثورعلى أيّ أثر لهيكل سليمان تحت المسجد الأقصى.

وقد أكد ذلك عالم الآثار الأميركي جوردن فرانز، الذي أمضى عامين في الحفر في مدينة القدس بقوله: (لا يعرف مكان الهيكل ولا أحد غيره يعرف ذلك، وكل ما نعرفه أن كل أولئك الذين يقولون إنهم يريدون الهيكل، يريدون بالدرجة الأولى تدمير المسجد الأقصى...)، لأنه أهم المعالم الإسلامية التي تؤكد الوجود الإسلامي في القدس.

وهذا سبب ما يقوم به الصهاينة من حفريات تحت المسجد الأقصى، وقد سبق لهم حرقه في العام 1969، وتسبّب الحريق في إتلاف محتويات المسجد التاريخية بما فيها منبر صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله - الذي حرّر القدس من الصليبيين عام 1187م. لم يكتف الصهاينة بالحفريات بل اعتاد متطرفوهم على اقتحام فناء المسجد مع ما يشكّل ذلك من استفزاز للمصلين وغالباً ما يؤدي إلى التعدّي على المصلين لحرمانهم من الصلاة فيه، وكان آخرها الاعتداءات أواخر شهر رمضان الماضي، صاحبتها محاولات المحتلين الصهاينة طرد العوائل الفلسطينية المقدسية من حي الشيخ جراح، والاستيلاء على مساكنهم بالقوة، وهو ما أدى إلى نشوب المواجهة العسكرية بين الصهاينة والمقاومة الفلسطينية في غزة، واندلاع المواجهات بين الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة، شملت جميع المدن والبلدات المحتلة.

في برنامجه (Hard Talk) استضاف ستيفن ساكور سفيرة الصهاينة لدى المملكة المتحدة تزيبي هوتوفلي، وقد أحرجها كثيراً عندما فاجأها بأن كيانها لا يخوض حرباً مع غزة فحسب، بل يواجه وضعاً مستجداً صعباً متمثلاً في اندلاع المواجهات بين المستوطنين والفلسطينيين في الداخل، الذين ساءتهم سياسة كيانها في التعدي على المصلين في مسجدهم المقدس، وإطلاق الرصاص المطاطي عليهم ومصادرة مساكنهم في حي الشيخ جراح.

وتابع ستيفن أن حملة كيانها العسكرية على غزة في العام 2014 لم تحقق أهدافها رغم ادعاء نتنياهو بأنها دمرت قدرات حماس العسكرية، بل زادت من الإصرار الفلسطيني على المقاومة بمئات الصواريخ المطوّرة، التي طالت المدن البعيدة وأن على كيانها التفكير بطريقة أفضل من المواجهة العسكرية غير المتكافئة، التي يذهب ضحيتها المدنيون الفلسطينيون، وقد قُتل منهم ألفان، بالإضافة إلى خمسمئة طفل في عام 2014، وستكون النتيجة فظيعة لو اجتاح الجيش هذه المرة غزة.

بادرته السفيرة مستنكرة عليه ذكره هذه الفظائع التي يرتكبها جيشها، وبأن كيانها لا يعترف بتحقيقات محكمة جرائم الحرب في غزة، ولا تقارير الأمم المتحدة، وامتعضت وطلبت منه أن يكون أفضل في نقاشه معها، بعد أن نكأ سياسة كيانها الممنهجة في طرد الفلسطينيين من القدس، وتهويدها وحمّل كيانها مسؤولية ما يحدث في الداخل بسبب سياسته العنصرية وليس حماس، كما تدعي.

وختم حواره معها بأن كيانها يواجه كارثة سياسية، لتعذر تشكيل الحكومة، وأن نتنياهو يُصرّ على الحرب من أجل البقاء فترة أطول في الحكومة الموقتة لتجنّب محاكمته. كان أداء السفيرة سيئاً للغاية أمام ستيفن ساكور، وفشلت بامتياز في التغطية على سياسة كيانها العنصرية وعدوانها على غزة!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي