No Script

بوح صريح

حلاوة المأزق

تصغير
تكبير

عند تشيخوف قد يبلغ الفرد من الانطفاء، أنه لا يرغب القيام بأي فعل أو مقابلة أحد.

يقول: «ما أجمل أن تستلقي بلا حراك. وأن تشعر بأنك وحيد في الغرفة. السعادة الحقيقية مستحيلة دون الوحدة».

تلك الوحدة الغنية. وارفة العطر والثمر كغابة. تلك الوحدة التي ابتكرت اللغة المتفردة وكانت تربة خصبة لكل إبداع ممكن.

الوحدة التي مست الأقفال العنيدة بوهجها ففتحت بوابات كل جديد مدهش.

وحدة كعرائش كروم عنب وتوت، تهدينا كالعلب المزركشة الملونة للمتعة والسؤال والبحث والفضول والألق. لا بأس بتلك الوحدة. إنها الصديقة الحنون الرحوم.

إن قضاء 20 دقيقة من العمل الفعلي المجدي، أفضل بكثير من قضاء 20 سنة بالتفكير والتخطيط والتردد والشكوك. وعدم فعل شيء على الإطلاق.

لا تؤجّل عمل اليوم إلى الغد. فكر خطط ونفذ. ثم تعلم من الدروس وتطور الأفضل. واستمر في الإبداع. لا تؤجل طويلاً وإلا تشتت تفكيرك وبهت تركيزك وضاعت الرؤية. ومللت ونسيت وفاتتك الفرص وظللت واقفاً مكانك.

يقول برتراند رسل في البحث عن الحقيقة: «يفكر الشخص الذكي بمتاعبه، حين يكون هناك هدف ما من وراء ذلك. وفي أوقات أخرى يفكر في أمور أخرى، أو إن كان صواباً... لا يفكر في شيء على الإطلاق».

لذا، إن لم يكن هناك سبب رئيسي وحيوي. لا تنشغل بمتاعبك. اتركها لوقتها. وظروفها حين تترتب الأمور وكل يقع في مكانه الصحيح، سوى ذلك عش حياتك... ولا تتعب نفسك في التفكير.

ثم ماذا لو كنت لا تستطيع تحقيق أحلامك إلا عبر كسر كل قاعدة أخلاقية متاحة. عبر الغش والكذب والسرقة والنفاق...

لأن محيطك غارق في الفساد. واستقامتك لن تأخذك حيث تريد. لذا تماشى مع الموجة حتى تحقق أحلامك التي تكملك وتجعلك متميزاً وراضياً عن نفسك. ثم حين تصل إلى تلك المرحلة، تعود لمبادئك وتربيتك التي نشأت عليها لكن حينئذ... هل أنت حقيقة ؟

هل أنت من بدأ بها. أو من تحول إليها... أم من عاد إليها ؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي