No Script

بوح صريح

المحتوى العظيم

تصغير
تكبير

المبدع الحقيقي هو الخفي غير المعروف. المندس بين الناس بثوبه العادي. لا يُظهر موهبته إلا في مكانها الصحيح. وفي سياق يليق بها. إنه المجتهد بصمت. الذي يهمه أصالة إبداعه وصدقه.

يطوّر نفسه بهدوء لا يسابق الأضواء ولا يسعى إليها. ولا يحول نفسه لمهرج أو دمية بيد الإعلام ومواقع التواصل.

لا يتنازل عن مبادئه وقناعاته لأجل الانتشار السريع.

يدرك أن إبداعه هو جواز سفره لقلب وعقل الجمهور.

فالزمان هو الامتحان الحقيقي وليس التسويق الرخيص، وشهرة عابرة متقلبة متغيرة بتغير مزاج وذوق الجمهور.

وبالمنهج نفسه، تكتشف مع التجربة وتراكم الخبرات أن المحلات والمظاهر الفخمة ليست بالضرورة عالية المهنية ومتقنة الحرفية.

وأن متجراً صغيراً بالتخصص نفسه وليس بالشكل الفاقع والبهرجة اللامعة نفسهما. يمكن أن يقدم خدمات أكثر إتقاناً من كبريات المحلات.

الأمور ليست بالشكل بل بالفعل والجوهر. فكلما زاد البريق شككت في المحتوى. وأن مظهراً بسيطاً قد يضم محتوى عظيماً.

وفي مسألة العقل. حين يكون العقل ضعيفاً. يكون الموقف مشكلة.

حين يكون العقل متزناً. يمثل الموقف تحدياً، حين يكون العقل قوياً. يكون الموقف فرصة.

الموقف واحد، ما يختلف هو زاوية النظر إليه، قياسه وطرق التعامل معه.

تقول الحكمة البابلية: من يبصر أكثر. يتكلم أقل، من يتكلم أقل. ينصت أكثر، من ينصت أكثر. يفهم ويدرك أكثر، من يفهم. أكثر. يسأل... ثم تبدأ حكمته.

وكذلك يقول جان جاك روسو: «إن المعرفة لا تولد الأخلاق، والمثقفون ليسوا بالضرورة أناساً صالحين».

فالاخلاق ليست بالضرورة مرادفة للأخلاق. والمثقف ينمي عقله وثقافته، وقد لا يصاحب ذلك الأخلاق. ولكن ذلك حديث آخر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي