No Script

غزة تكسر هيْبة إسرائيل

صواريخ غزة تكسر هيبة إسرائيل
صواريخ غزة تكسر هيبة إسرائيل
تصغير
تكبير

كرّستْ غزة بفصائلها مجتمعة حال الوعي الفلسطيني وحققت أهدافها بكسر هيبة إسرائيل التي ادعى رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أنها أصبحت «قوة عظمى ليس فقط قوة إقليمية».

وتَحقق هذا الوعي الجديد بعدما صعَّدت إسرائيل حملتها ضد الشيخ جراح، هذا الحي القديم الذي تسكنه أكثر من 83 عائلة فلسطينية مُهدَّدة بفقدان منازلها وباعتدائها على الأقصى لتحول قضية حي الشيخ جراح قضية دولية رفعت مستوى الوعي العالمي عبر التضامن، وبعد غياب طويل، مع الشعب الفلسطيني المضطهَد في قضية محقة.

ولم تتوقف المعركة لأن إسرائيل تحاول استعادة قوة الردع التي فقدتها بقوة صواريخ المقاومة وانتفاضة عرب الـ 48 الذين أثبتوا بعد 72 عاماً من التعايش، لا سيما في مدينة اللد وغيرها من المدن المختلطة، أن الجيل الجديد يريد استعادة الأرض ويرفض اتفاقات أوسلو.

ولم تقتصر عِبَر هذا التطور العاصف على ما يجري في الميدان، إذ ثمة مَن يعتبر أن نار غزة وصلت إلى ثياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي لم يرد خوض الانتخابات التي كانت ستؤدي حتماً إلى خسارته الكرسي الذي يجلس عليه منذ العام 2005.

وتعتبر إسرائيل أن الرئيس الفلسطيني الحالي هو أفضل شريك لها لرفضه المقاومة المسلحة وأن ذهابه يفقدها التعاون الأمني واحتمال انضمام الضفة الغربية إلى التصدي للتوسع الإسرائيلي.

ومن غير المستبعد لدى المراقبين أن تكون إسرائيل قد تصرفت من خلال مصلحتها بتعطيل الانتخابات الرئاسية الفلسطينية وتوقيت عملية الإخلاء القسري غير القانوني لعائلات حي الشيخ جراح لمنع المقدسيين من الاشتراك في الانتخابات، لعلم نتنياهو،أن القدس تجلس على برميل بارود.

ولم يكن عابراً، في رأي المتابعين، أن تعمل قوات أبو مازن على تفريق المتظاهرين في الضفة بغية تقديم نفسه على أنه الحلّ الوحيد لإسرائيل والشريك المثالي.

وتالياً لم يعد عباس يحتاج لغزة لخسارته الكثير من شعبيته وخصوصاً بعدما خرج السفير الفلسطيني في لندن حسام زملط في مقابلة تلفزيوينة مدافعاً عن المقاومة في غزة وقرارها بفتح النار على إسرائيل بعد محاولتها تهجير سكان حي الشيخ الجراح واعتداءاتها على القدس وقصفها لغزة.

نجحت «حماس» والفصائل الأخرى في القطاع بتحقيق اندماج غزة مع القدس وأي مدينة فلسطينية أخرى تتعرّض لها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالقمع.

ولم تبدأ «حماس» بالقصف بل أعطتْ مهلةَ ساعات طويلة لإسرائيل للتوقف عن مهاجمة السكان المدنيين في القدس.

إلا أن تل أبيب أصرت على موقفها وجرّتْ الجميع إلى المعركة ليحقق نتنياهو أهدافه بتأجيل الانتخابات الإسرائيلية. وقصفت المقاومة القدس وتل أبيب بمئات الصواريخ التي وصلت إلى قرب حيفا بكثافة، وهو ردٍّ لم يتوقعه المسؤولون الإسرائيليون.

وأثبتت المقاومة صدقيتها، في التوقيت والوعيد لتكتسب شعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني والشوارع العربية الداعمة لها.

ومن أكثر الأهداف التي حققتْها المقاومة في غزة هو إخفاق «القبة الحديد» بمنع وصول صواريخ رخيصة الثمن أكثرها من صناعة محلية إلى أهدافها وتحقيق إصابات في المناطق الإسرائيلية المستهدَفة.

واعترفت إسرائيل بأنها لم تستطع وقف إطلاق الصواريخ رغم عمليات جيشها المتكرّرة ضد أهداف متعددة أوقعت عشرات الشهداء الفلسطينيين.

واستطاعت المقاومة إطلاق أكثر من 1000 صاروخ.

وظهرتْ مشاهد مُحْرِجة لأعضاء الكنيست الإسرائيلي ولوزير الدفاع بيني غانتس يفرّون إلى الملاجئ.

لم تفقد إسرائيل قدرتها على الردع فقط بل انكسرت هيبتها. ففي الأربعينات من القرن الماضي هاجمت مجموعة يهودية إرهابية القوات البريطانية وفجّرت فندق الملك داوود عام 1946 وقتلت فيه 91 شخصاً. وأعلنت مجموعة «الإرغون» مسؤوليتها عن الهجوم الذي قتل فيه ضباط ومسؤولون بريطانيون تابعون للملكية البريطانية التي حكمت فلسطين حينها.

وسئل ديفيد بن غوريون مؤسس ما يسمى بدولة إسرائيل حينها «هل ستقضي عصابات الهاغانا على بريطانيا العظمى»؟ فردّ «إنه كسر الهيبة»... وقد كسرتْ غزة هيبة الأسطورة الإسرائيلية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي