No Script

خواطر صعلوك

الإيجابية السخيفة... أحياناً!

تصغير
تكبير

يمكن أن نعتبر شكسبير مجرد كاتب شبه منسي، كان يعتمد المبالغات الدرامية والتوريات اللغوية السيئة منذ ولادته وحتى وفاته عام 1616م.

ويمكن أن نعتبر شكسبير كاتباً تركت أعماله انطباعاً طويل الأمد على المسرح والأدب. وسّع فيها الإمكانيات الدرامية للتشخيص والحبكة واللغة والنوع الأدبي.

اتممت السادسة والثلاثين من عمري منذ أيام، وأصبحت مستعداً لكي أجر ورائي سبعة وثلاثين عاماً من التعلم، ارتديت فيها نظارات كثيرة، مثل الغضب والخوف والسلبية والعزلة، والبحث والخروج من منطقة الأمان إلى التعلم والإيجابية، ثم رحلة اكتشاف الذات وتنظيمها وإدراك الوعي الاجتماعي واتخاذ قرارات مصيرية.

تعلمت أنه إذا لم أحصل من الحكومة إلا على البرتقال، فسأصنع منه عصير برتقال، وأستخدم قشره في الطبخ، وآكله مرة بالملح ومرة بالسكر.

وكما أن للتفكير الإيجابي أهمية كبيرة على الصحة النفسية، لكي لا أصاب بالجنون، فإن التفكير السلبي له أهمية كبيرة أيضاً لأنه يُثير تفكيراً أكثر يقظة وحرصاً ودرجة أكبر من الانتباه، لا يحققها التفكير الإيجابي، لذلك فمن الضروري أن آخذ ثلاث برتقالات وأرشق بها مجلس الأمة ومجلس الوزارء ومجلس «المعارضة»، على كل الوقت الذي ضيعوه على «عروس الخليج»، التي نزعوا ثيابها من دون قصد أو سوء نية، ولكنه التناحر والكيد والعداء.

كان الأديب الفرنسي «ألبير كامو» يقول إنه ما دمنا سنموت، فليس لأي شيء معنى!

هذه سلبية غارقة في العدمية والتشاؤمية، لا تأخذنا إلى أي مكان.

ولكن هناك أيضاً السلبية المنتجة، والتي تجعل المرء أكثر يقظةً وانتباهاً مثل قول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك».

وكما أن هناك سلبية عدمية تشاؤمية وسلبية نقدية منتجة، فعلى الضفة الأخرى من النهر يوجد إيجابية هدّامة وسطحية، وإيجابية مهمة للصحة النفسية.

وأسوأ أنواع الإيجابية على الإطلاق تلك التي لا يتم فيها نقد الذات، لذلك نجد الحكومة دائماً تتهم المواطنين بالسلبية، وتعتقد أنها إيجابية جداً، هذا ما يقال في الاجتماعات رفيعة المستوى!

تسير الحكومة في مركبة عكس الاتجاه، تشاهد أرتال السيارات التي إلى جوارها في منطقة الخليج ماضية في طريقها... وحين سمعت صوت جهاز اللاسلكي يقول فيه أحد رجال المرور للآخر: هنا سيارة تسير عكس الاتجاه.

أخذت تقلب رأسها وتتأفف قائلة:

- ليتها سيارة واحدة، بل كل السيارات سائرة عكس الاتجاه!

استفادت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربيه ودولة قطر وكذلك سلطنة عمان من خبرات المواطنين الكويتيين «السلبيين»، وذلك عبر مسابقات ومشاركات عابرة للحدود، بينما لم تنجح في ذلك الحكومة الإيجابية.

عزيزي القارئ، إن كل ما سبق لا يعني أنه بالفعل لا يوجد مواطنون سلبيون، فيكفي أننا كل يوم نسمع تصريحاً من «خيري ورشاد وبدوي» بحناجرهم العالية، ولكن أيضاً هذا لا يعني أن إيجابية الحكومة منتجة... فيكفي أننا نعيش في ظل غياب صاحب القرار وثقافة الإدارة والعمل المؤسسي وتعليم تحت خط الصفر... وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

Moh1alatwan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي