No Script

بوح صريح

مغرورة بها

تصغير
تكبير

بين كل نعم الحياة وكنوزها؛ من شهادات وجوائز وكتب ومعارض، وإنجازات صحة، وحظ وأهل وأصحاب وأسفار... إلا أن أعظم نعم الله عليّ هي الأمومة هذا الكنز الغالي الذي لايضاهيه ثراء وجاه عزة وكبرياء.

مغرورة أنا بابنتي.

ليس فقط لأنها كانت دوماً سباقة لعمرها. طيبة حنونة طاهرة القلب تحبّ الجميع بلا استثناء. لا تعرف روحها الحقد والكراهية. ذكية شجاعة. تضحي وتعطي بلا مقابل. لمّاحة نبيهة.

أتباهى، ليس فقط بتميزها وماحصدته في ٢٣ سنة فحسب، لكنني أتباهى بعلاقتنا وتلاحمنا. فهي توأم روحي. صديقتي الأقرب. والضوء الذي في آخر النفق المظلم... أحتمي به كلما ابتلعتني العاصفة... أو كادت، وكلما ظننته خافتاً... عاد ليشعّ بقوة ويسحبني لنوره أكثر وأكثر. فأعثر عليّ بعد أن ضيعتني. أدرك الحقائق وتأتي إليّ الأفكار ركضاً.

هي الشمعة والعاصفة معاً...

مغرورة بها... فكلما انثنيت وضعفت... عادت تزمجر نحوي وتستصرخ في روحي التماسك والصلابة، وفي عقلي الالتزام والثبات والإبداع، وإعادة المسار والبدء من جديد.

هي حرّاسي وجنودي الذين أحارب بهم كل ظلم وأذى وشرور تحيط بي. هي بلسم وحشة غربتي هي مجمل أوطاني. فلا أحتاج وطناً سوى وجهها. صوتها... يدها التي أتكوّم وأتكرمش فيها من كل العالم.

هي شجرتي التي أهزّها، فينزل علي الشبع والاكتفاء والأمان جنياً شهياً طرياً.

هي التي إن سألت عني، ارتوى كل عطش في قلبي.

هي كتابي الأجمل ولوحتي الأكمل... وكل ألواني الجديدة في العلب المزينة بشرائط فرح وألق.

هي طائرتي الورقية الفرحة، التي تأخذني عالياً نحو الأمل والألق. بعيداً عن كل اضطراب وفوضى وألم.

همس: يذهلني كيف تنفق الملايين على استكشاف عوالم وكواكب أخرى في الفضاء. بينما نفعل العكس في كوكبنا. ندمّره ونقتل كائناته نفسد طبيعته ونستهلك موارده. كعادتنا، ندمّر ما بأيدينا ونبحث عن غايتنا في مكان آخر. وا أسفاه على هكذا تفكير وتصريف!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي