No Script

خواطر صعلوك

لكي يناموا... هادئين

تصغير
تكبير

إن قوة السمع عند الأطفال السوريين المولودين في 2016م قد زادت دقتها ورهفها إلى مستويات عُليا، تعادل الرادار العسكري.

- كان يجب أن تستجيب الطبيعة الفسيولوجية لهم، كانوا لا ينامون إطلاقاً... ومن أجل حمايتهم من الفزع والخوف والرعب المتكرر أثناء سقوط البراميل المتفجرة، والتبول اللا إرادي من إطلاق الرصاص المستمر... ومن أجل أن يناموا هادئين؛ دافع الجسد عن نفسه بأن أصبح يسمع صوت فتح باب الطائرات في السماء... فيُتَوقع الانفجار... ويَبقوا نائمين... هكذا يقول الدكتور حمزة الخطيب في مؤتمر صحافي.

كثير منهم دُفن تحت الجدران والزجاج والأعمدة والمظلات... رغم أنهم سمعوا كل شيء، فتح الأبواب، ركل البرميل، دوران البرميل في الهواء، السقوط الرأسي... إلا أنهم كانوا صغاراً، لا يتكلمون ولا يركضون؛ كانوا يرمشون بأعينهم.

في 2021م أصبح عمر من عاش منهم خمس سنوات، يسيرون على قدمين، يأكلون ويلعبون... ولكنهم لا يتكلمون؛ يسمعون فقط.

ماهر عبدالنور لا يذهب إلى المدرسة، ومنذ طلوع الشمس إلى أن يطل القمر، يسمع ويعيد السمع... أمه تقول إنه يسمع قرارات السياسيين في قصورهم، حتى إذا تكلموا بصوتٍ خافت.

لدى ماهر العديد من الأمنيات... رسمها على الورق في مسابقة قامت بها بعثة خيرية... أن يصبح لاعب كرة قدم مشهوراً، وأن يغني في التلفزيون وأن يظلّ حيّاً ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ليرى ما يسمعه كل يوم... «عائدون».

قصة قصيرة: في عام 1209م قتل البابا مئة ألف شخص يعيشون في مدينة «لانجودوك» في جنوب فرنسا، وهم عملياً كل سكان المدينة. كانت جريمتهم أنهم أحبوا المسيح، وليس البابا.

عندما سئل البابا كيف استطعت أن تفرق بين الكافر والمؤمن الحقيقي؟ أجاب قائلاً: - اقتلهم جميعاً، وسيجد الله من آمن به.

@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي