No Script

أضواء

من إشارات القرآن العلمية

تصغير
تكبير

في الآية (66) من سورة النحل: (وَإِنَّ لَكُم فِي ٱلأَنعامِ لَعِبرَةً نُّسقِيكُم ممَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَينِ فَرثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِّلشارِبِينَ)، قرنَ الخالق تعالى اللبن الذي تدرّه بهيمة الأنعام في ضرعها بالدم والفرث الذي هو العلف المهضوم في معدة البهيمة وأمعائها.

وقف المفسرون السابقون على اعتبار ذلك من قدرة الخالق، في جعل اللبن الذي نشربه نقياً صافياً من مخالطة الدم والفرث بل وسائغاً شرابه، رغم أنه يخرج من بطونها المليئة بالفرث والمحاطة بعروق الدم.

لكن المفسرين المتأخرين، وجدوا في هذه الآية إشارة علمية عظيمة تطابق ما توصّلت إليه علوم الأحياء ووظائف الأعضاء الحديثة، لم يكن الأولون على علم بها، ولم يكن يعلم حقيقتها الرسول صلى الله عليه وسلّم الذي أنزل عليه القرآن منذ مايقرب 14 قرناً.

فمعروف في علم الأحياء أن هذا العلف الذي تتناوله البهيمة يتحوّل إلى فرث في معدتها، تستخلص منه مركبات غذائية متعددة، تمتص من قِبل خلايا جدار المعدة والأمعاء الدقيقة، ثم يقوم الدم - الذي هو وسيلة النقل في جسم البهيمة من خلال شعيرات الدم المنتشرة في جدار المعدة والأمعاء- بامتصاص هذه المركبات الغذائية، ثم ينقلها عبر العروق إلى الغدد اللبنيّة في الضرع، التي تستخلص مكونات اللبن من الدم لتتجمّع في الضرع على هيئة لبن خالص خالٍ من أي بقايا فرث أو دم وسائغ للشاربين.

وما يزيد الإعجاب والدهشة أن إنتاج لتر واحد من ألبان الأنعام يتطلّب تدفّق مئات اللترات من الدم بين الخلايا الغشائية المعنية بعملية صنع اللبن المعقدة عند البهيمة. وهنا يكمن مغزى إشارة الآية الكريمة إلى الدم في كونه - كما أثبت العلم الحديث - وسيلة نقل المركبات الغذائية كإحدى وظائفه الرئيسية في جسم البهيمة، وهي حقيقة تنسحب على جميع الكائنات الحية من ذوات الدم بما فيها الإنسان، وهي آية جديرة بالتفكر والاتعاظ بقدرة الخالق تعالى وصدق كتابه العظيم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)... فصّلت 53.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي