بوح صريح

حراسة ما تحب

تصغير
تكبير

في عيد ميلاد جورج برنارد شو التسعين، سأله أحدهم: «ألا ترى أن الوقت حان كي تعتزل الحياة؟». ابتسم وقال: «أرجو ألا يكون غرور الشباب هو الذي دفعكم إلى هذا الطلب... على أي حال أريد أن أؤكد لكم أنني لم أشعر في يوم من الأيام بحيوية ونشاط كالتي أشعر بها اليوم إنني على استعداد لأن أنازلكم بأي سلاح تختارونه، ولكني أفضل أن يكون القلم، ذلك السلاح الرقيق - هو وسيلة المبارزة التي تختارونها لمنازلتي»، ثم اعتكف برنارد شو بعد الاحتفال ليكتب «شاب في التسعين».

يقول فيه: «أليس غريباً أن يشعر من كان في مثل سني بدماء الشباب تجري في عروقه ولكن لم الغرابة؟ إن الشيخوخة لا تصيب سوى المقعدين، أما أنا فلم أقعد يوماً فقد قضيت عمري كله أعمل وأفكر وأكتب ولعلها بحثت عني، ولكنها لم تجدني لأنني لم أكن أبداً هناك في انتظار مجيئها».

إنها متعة حراسة ما تحب وتهوى سواء الكتابة أو الحلم أو الحب، معنوياً كان أو محسوساً. لكنك تكرّس حياتك لحراسته ومن ثم يصبح لحياتك معنى وهدفاً. أما من يسير في الحياة محاطاً واللامبالاة فذلك ليس فقط مقعداً بل ميت!

المبالاة هي صفة أغلب أفراد جيل الشباب، حيث يتمسكون بها كونهم موهومين بأنها تجعلهم عصريين ومقبولين بين أقرانهم.

بل يصطنعها البعض ظناً منهم أنها درع للشهرة والحضور. بينما هي آفة ومرض يمتص كل حيوية ونبض في الحياة الحقيقية بتفاعلها وحرارتها.

نقطة: «لا تجعل عدوك مصدر خبزك».

عبارة استوقفتني اليوم. ليس فقط لأن الخبز يفترض أن يرتبط بالإرادة الحرة وكسب العيش الكريم النبيل.

لكن للسؤال الأهم: من منا يملك هذا القرار أو الاختيار. فنحن لا نختار أعداءنا ولا كيفية ارتباط لقمة عيشنا وخبزنا بهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي