يقال إن أوّل من جاء بكلمة الخبز في الصراع السياسي هو ستالين: (ليس كل شيء من أجل الخبز)، ثم توالت بعد ذلك الأمثلة على هذا السياق!
بالتأكيد أن هناك ما هو أهم من الخبز؛ كالحرية وكرامة الإنسان... وأن يعيش في بلده آمناً مطمئنّاً؛ وإلا فإن كل الكائنات تحيا وتعيش دون كرامة وحرية.
وقصة الحرية عند الإنسان قديمة... أنت تعيش حراً يعني ألّا يقيّد أحد حركتك ولسانك... وعمر الفاروق حين قال: (متى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)، كان يختصر مسافات الصراع في الوجود الإنساني عند عرب الجزيرة، بعدما كانوا يتّخذون الناس عبيداً لخدماتهم وشهواتهم ويستعبدون الضعفاء وينهبون ثرواتهم، ويصادرون أفكارهم ويدفنون بناتهم أحياء! الحرية هي أن يكون الناس جميعاً تحت رحمة رب واحد هو الله. وكل ما سواه هم عبيد ويتفاضلون بعد ذلك كل بحسب موقعه وعمله وجهده... ويحكم بينهم وفيهم قوانين الحق والعدل.
أما شعور الناس بالاستعباد والضّيق والملل، فإنه يكبر مع كل يوم تشرق فيه الشمس، ومع كل مظلمة وانتهاك لحقوق الإنسان.
والشعور بالظلم وغياب العدالة يكبر أيضاً مع كل تعدي على قوانين الدولة ودستورها.
هذا الشعور العام حين يتضخّم وينتفخ، سيترجم إلى سلوكيات وواقع في حياة الناس ويومياتهم.
اليوم في كل وسائل التواصل نجد تأفّفاً كبيراً من طريقة إدارة الدولة للمؤسسات في كافة المجالات؛ والتقارير تثبت ذلك.
وفي رأيي أن المجتمع بحاجة إلى نظام عصري متقدّم، تلعب فيه التكنولوجيا وتطبيقاتها وبرمجياتها دوراً في تعجيل دوراتها، إلى تحقيق إنجازات عملية في واقعه ومعاشه... وملموسة وواضحة... إنجازات صحيّة وتعليمية تحديداً فضلاً عن تنمية مقدرات وطنه... والإعلان عنها بشفافية لإثبات أن الكويت ليست موقتة... وإلى حوكمة تحفظ الحقوق والموارد.
فكل شيء يتحمّله الفرد في حياته إلا حريته وكرامته... وليس بالخبز وحده يعيش الناس.