دائماً ما أقرأ سؤالاً مفاده: ماذا تُريد المرأة؟ وفي كل مرّة أقرأه فيه، ترتسم الابتسامة على وجهي تلقائياً.
فالإجابة بالنسبة لي بديهية، ولا تحتاج إلى تفكير عميق، بل هي أبسط مما يتخيّله الرجل.
المرأة أولاً تُريد الاحترام، وهو مطلوب في أيّ علاقة ولا يتصوّر أساساً أن تقوم أيّ علاقة ناجحة - سواء زوج بزوجته أو أخ بأخته أو أب بابنته - من غيرها.
لكن - للأسف الشديد - كثير ما نرى علاقات تفتقد احترام المرأة حتى في أبسط الأشياء وكأنها قاصر تحتاج إلى من يختار نيابة عنها الملائم والمناسب لها، وماذا تفعل وماذا ترتدي؟
ثانياً: تحتاج المرأة إلى التوقّف عن تنميطها ووضعها في قوالب معينة، والطلب منها أن تتماهى معها، وترديد العبارات التي فيها الحطّ من شأنها، وإن كانت مألوفة وذات ارتباط بالتراث، أو حتى على سبيل المزاح.
وإصدار الأحكام عليها لمجرد كونها امرأة، واختزال علاقتها مع الرجل في الواجبات فقط لا غير.
رغم أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ أوصى بالرفق بالنساء (واستوصوا بالنساء خيراً) و(ما أكرمهن إلّا كريم وما أهانهن إلّا لئيم).
والرسول ما ضرب امرأة قط، بل وقال لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: «حتى اللقمة تضعها في في امرأتك يكون لك بها صدقة»، لكن للأسف الشديد لا نرى ولا نسمع انتشاراً للقيم النبوية العظيمة، بقدر انتشار المفاهيم المغلوطة.
والمرأة بطبيعتها صادقة المشاعر، وتُعطي كثيراً من دون مقابل، وتضحّي بالكثير وتزداد إيثاراً مع مرور الوقت، ومع ذلك تجد مَنْ يستبدل حُسن العشرة والكلمة الطيبة بالعنف والعنجهية في تعامله مع المرأة، وفي المقابل يستغرب من النتيجة.
في سورة مريم - التي أحبها كثيراً - جاء الأمر الإلهي: (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا).
لأن حزن المرأة وانكسارها عظيم جداً، فكيف ترضى المروءة أن يكون الرجل سبباً في تهميش وتحطيم المرأة.
أو أن يقتل الأخ أخته في ما يُسمى بجرائم الشرف.
وينال التصفيق، ثم يضع رأسه نائماً هانئاً على وسادته.
أو أن يحرم أماً من فلذة كبدها.
المرأة لا تطلب المستحيل، هي فقط تطلب احترامها وتقديرها والاهتمام بها، وقيام الرجل بمسؤولياته، وهذا ليس بالكثير لمَنْ هي في مقام الأم والزوجة والأخت.
Lawyerdanah@gmail.com