No Script

شاب تبنّى مشروع «الخنفساء السوداء» لتغذية الطيور الداجنة وصيد المهاجرة... والحداق

إنتاج الدود... تجارة رابحة

تصغير
تكبير

- الرعيل الأول يأكلون الدود حياً كأنه حب شمسي
- بعت 80 ألف دودة العام الماضي بسعر تجاوز 3000 دينار
- يبيض الذكر 250 بيضة بينما الأنثى الملقحة تبيض 500

في سعيهم لإثبات وجودهم، يتنافس الشباب الكويتي على العمل في كل المجالات، بالإضافة الى إبداعهم في المشاريع التي يأخذ نجاح معظمها إلى تقليدها وحصولها على الصدى العالمي بهذه المبادرات.

وفي بعض الأحيان قد تكون المبادرت خارجة عن المألوف، أو أنها مفاجئة لشباب يسعى إلى إنشاء مشروع خاص به ضمن موجة «المشاريع الصغيرة والمتوسطة» التي جذبت المئات من الشباب الكويتي، وهو ما قام به الشاب جاسم محمد بو عباس الذي وجد ضالته في «الخنفساء السوداء» التي تعتبر مادة مهمة لإنتاج الدود السوبر وورم (العتل) باعتبار هذا الدود الغذاء المثالي للطيور الداجنة، واصطياد الطيور البرية والمحميات في الكويت، كونها تحتوي على أهم عناصر نمو الطائر، فتغطي احتياجه من البروتينات والأحماض الأمينية والفيتامينات الضرورية لنمو الطائر.

فعمل بوعباس على إنشاء مشروعه الصغير، الذي وجد أن له صدى جيداً في قطاع تربية الطيور وحتى الحداق، فقام على إنتاج الدودة التي تتحول بعد شهر من عمرها إلى خنفسة سوداء، وعمل على تسويقها بشكل لقي رواجاً كبيراً.

«الراي» زارت بوعباس البالغ من العمر 38 عاماً، في جاخوره بمنطقة كبد الذي خصص جزءاً منه لتربية الخنفساء السوداء، لإنتاج الدود، حيث قال إنه هاوٍ لتربية الطيور والحمام منذ كان عمره 15 عاماً، وكان يزور بين الحين والآخر سوق الحمام في منطقة الري، حيث لاحظ أن هناك إقبالاً على شراء الدود أو ما يعرف بالخنفساء السوداء، حيث تباع الواحدة منها بربع دينار، كغذاء للطيور والدواجن والسناجب وحتى السلاحف، وكذلك استخدامها في الحبال بشكل أساسي لصيد الطيور البرية والمهاجرة، ولذا فإن سعرها يعتبر مرتفعاً، وخاصة في موسم الربيع والإقبال كبير على شرائها من هواة الصيد والحداق.

وأضاف بوعباس أنه قام بدراسة المشروع وجديته وتكاليفه، بالإضافة إلى حجم تأثيره في السوق، ومع جائحة كورونا العام الماضي، استغل الوقت وبدأ مشروعه، حيث يعتبر الآن «القبي» المنتج الأكثر بيعاً في سوق الكويت، واستطاع أن يبيع 80 ألفاً من الدود العام الماضي، وبسعر فاق 3000 دينار، متوقعاً أن يكون حجم البيع أكثر هذا العام، حيث بيع في هذا الموسم نصف ما تم بيعه في العام الماضي، لافتا إلى أن معظم زبائنه من السعودية الشقيقة.

وذكر أن «القبي» يعتبر من التراث الكويتي القديم، «وكان الشباب وما زالوا يستخدمونه لصيد الطيور والحداق، بالإضافة إلى أن بعض من أبناء الرعيل الأول يضعون في جيوبهم الدود ويأكلونه حياً كأنه الحب الشمسي، وطعمه قريب من حب البنك أو النقل لطعمه المالح، كما يصفه أحد كبار السن، كما أن عليه إقبالاً من الآسيويين، ويعتبرونه أكلاً صحياً وغنياً بالبروتينات والفيتامينات بنسبة 95 في المئة».

وأكد أن «إنتاج هذا الدود يتطلب بعض الإجراءات التي يجب مراعاتها لإنتاجه، ومنها توفير البيئة المناسبة لها حيث تلعب درجة الحرارة دوراً مهماً بحيث لا تتجاوز 26 درجة مئوية، كما يجب ألا تتعرض الدودة أو الخنفساء للجفاف، لأنها تتسبب في موت البيوض التي تنتجها الخنافس»، لافتاً إلى أن «تربيتها وتبييضها تأخذ قرابة 7 أشهر حتى تكتمل الدورة الإنتاجية لها، مع توفير الشوفان والجزر والبطاط، كما يتم وضع الدود على أرضية من الذرة المطحونة بعمق 3 سم، لكي يسهل عليها وضع البيض، حيث يبيض الذكر منه 250 بيضة، بينما الأنثى الملقحة تبيض 500 بيضة».

وأوضح بو عباس أن «الشباب الكويتي قادر على الإبداع متى ما توافر له البيئة المناسبة والدعم المادي لأفكاره ومشاريعه»، متمنياً من «إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة الموافقة على تبني مشروعي الفريد في الكويت ودول الخليج في إنتاج الدود والخنفساء السوداء، فهناك طلب خليجي على الدود الكويتي».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي