No Script

الأبعاد الثلاثة

فرح...

تصغير
تكبير

أتقدّم – أولاً - بخالص العزاء و المواساة لأهالي المغدور بها المرحومة فرح أكبر، في هذا المصاب الجلل، وندعو الله لها بالرحمة ولأهلها بالصبر و السلوان.

حادثة اختطاف ومقتل المرحومة فرح بهذا الشكل، وفي وضح النهار وما سبقها من أحداث يرويها ذووها، أعاد إلى الأذهان حالات أخرى للعنف والتنمّر ضد المرأة من الأقارب والأجانب، والتي بقي منها حالات في طي الكتمان، وحالات أخرى تجرّأ ضحاياها بالكشف عنها وإنقاذ أنفسهم، وحالات أخرى كحالة فرح، نتج عنها إزهاق روح بريئة حرم الله إزهاقها.

حادثة فرح أظهرت مرة أخرى قصور التشريعات والقرارات، والإجراءات بنصوصها، أو بآلية تطبيقها عن توفير الحماية اللازمة للبشر وردع المستهترين والعابثين في الأرض فساداً، والمجرمين، من التعدّي على الآخرين سواء كان هذا التعدي جسدياً أو لفظياً، أو بأي طريقة أو وسيلة.

كما أظهرت حادثة فرح تمادي حالة الاستهتار في المجتمع، والتي كانت سبباً في تعدي القاتل وتجرئه على فرح وأهلها كما تجرأ آخرون بإزهاق أرواح آخرين، واللامبالاة و الخذلان والخوف، الذي سهل على القاتل اختطاف فرح في وضح النهار، من دون أن يتصدّى له أحد، فغابت الصفات العربية والإسلامية الأصيلة الواجب أن يتحلى بها أفراد المجتمع، المتمثلة في الشجاعة والشهامة والمروءة والنخوة، والتي يبدو أنها اختفت عند البعض لانغماسه في الماديات وحب الذات!

كما أظهرت الحادثة فقدان البعض لأبسط أساسيات احترام خصوصيات الآخرين، والتسابق من أجل السبق الصحافي وبث الإشاعات والخوض بما لا يُعْرف، ناهيك عن محاولة البعض تبرير العنف والقتل - للأسف الشديد - بحجج واهية وهشة.

حادثة مقتل فرح أظهرت مرة أخرى الحاجة لهزة في المجتمع، لإعادة الاعتبار لقوانين الدولة وحماية المجتمع، وإعادة الروح إلى القيم الكويتية العربية الإسلامية الأصيلة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي