في الصميم

استجواب وزير الصحة ... ما جزاء الإحسان؟

تصغير
تكبير

شاهد الجميع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة منذ بداية جائحة كورونا حتى الآن، والتي سعت من خلالها إلى تقليص حالات الإصابة، تلك التي أحرزت نجاحاً كبيراً في تحقيق أهدافها المرجوة.

بالإضافة إلى الإشادة الدولية من منظمة الصحة العالمية بإجراءات وزير الصحة، في بداية الجائحة العام الماضي.

وفي غالبية دول العالم تتم الإشادة بجهود وزراء الصحة لديها، رغم عدم وجود إنجازات حقيقية على الأرض! بينما في الكويت يتم تقديم استجواب ومحاسبة وزير الصحة!

فبلدنا - والحمد لله - ينعم بالكثير من النعم على الصعيد الصحي، مقارنة بالكثير من البلدان المتقدمة طبياً، نتيجة لسياسة ورؤية وزير الصحة! فقد كان قرار وزارة الصحة صائباً- بعد اعتماد توفير اللقاح - وتوزيعه مجاناً على المواطنين والمقيمين في الوقت نفسه، بينما يعاني الكثير من الدول من توفيره ودفع ثمنه!

فالكثير من الدول - ومنها الدول المقتدرة مادياً - يدفع المواطنون هناك ثمن لقاح كورونا، أو تحديد الفئات والشرائح التي ستحصل عليه... بينما كان قرار وزير الصحة هو التطعيم للجميع من دون تمييز، شرط تسجيل الموعد! وبالتالي أوشكت وزارة الصحة على توفير التطعيم لمليون فرد، ما بين مواطن ومقيم من لقاح كورونا!

ومن الوجوه المشرفة حصول دولة الكويت على عضوية كاملة في البرنامج الدولي لمنظمة الصحة العالمية لمتابعة السلامة الدوائية، الأمر الذي يحقق الفائدة الكبرى للمواطن والمقيم على حد سواء!

كل تلك الإنجازات التي سردناها، هي غيض من فيض، والإنجازات لا تزال متواصلة لوزير الصحة، فهل أصبح الاستجواب موضة هذه الأيام، أم أنه وسيلة للتكسّب الانتخابي؟! فهل هذا الوقت مناسباً لطرح مثل هذا الاستجواب لوزير الصحة، والذي واجه ظروف جائحة غير مسبوقة في العالم أجمع، وكأن الوضع طبيعي؟!

وفي الوقت نفسه فإنه يجدر بنا القول إنه لا يوجد هناك شخص كامل الأداء مهما صار وتصوّر!، ولكن هناك إنجازات حقيقية لا يجب إغفالها تمّت على يدي وزير الصحة، وهي التي تعدّ بصمات تاريخية تحسب له خلال أدائه الفائق، بعيداً عن أي اعتبارات، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان لهذا الوزير.

وفي ما يخص مشاكل الصحة المزمنة، فإنها أزلية ولن تنتهي بعصا سحرية، فكل الأمور تؤخذ برويّة ومعالجات هادئة، والتقدّم بالنصح والإرشاد لأي موطن أو ممارسة خاطئة، بعيداً عن أسلوب الضغط والاستجواب غير المجدي، وعدم استخدام هذا الحق بسبب ومن دون سبب وجيه!

نسأل الله أن يحفظ هذا البلد، ويمنحه الأمان والاطمئنان، وأن يرفل بالرخاء والصحة، ويبعد عن هذا العالم الوباء والبلاء...

والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي