No Script

بوح صريح

ارتقاء لا انحطاط...!

تصغير
تكبير

النص هو الذي يصنع دراما ناجحة، أما الأداء، الإخراج، الأزياء، الإنتاج، المونتاج، التأثيرات، النجومية، حركة كاميرا، وجهد العاملين، كلها ترفع من مستوى وقيمة العمل.

لكن لا تصنع نجاحه.

قد تساهم في بريقه، لكن تعجز عن إقناع المشاهد بجودته النوعية وتميّزه وتأثيره.

فإن لم يكن النص قوياً متماسكاً. لن يجذب الناس!

فكم من فنان ورجل أعمال مليونير دفع بزوجته لواجهة الدراما الرمضانية هذا العام بأعمال ضخمة إنتاجياً، لكن هزيلة جماهيرياً.

لماذا؟ لأن المال لا يصنع كريزما ولا يشتري موهبة ولا جمهور.

«الفلورز» الذي يشتريه لهم من على مواقع التواصل، لا يمكنه شراءهم فعلياً عبر الدراما.

فلا هي موهوبة ولا تعرف كيف تتكلم أو تتحرّك.

تحتاج عشرات الورش وكم ساعات من التدريب الطويل لتصبح مناسبة.

لقد استبشرنا خيراً ببعض العناوين خصوصاً بحضور بعض الشخصيات المهيبة كالأستاذة حياة الفهد. لكن سرعان ما خاب ظننا حين تهاوت القصة عبر ممرات غير مترابطة ومط وتطويل غير مبرر مع فقدان عنصر التشويق.

بينما نجح مسلسل «الناجية الوحيدة» و «نسل الأغراب» و «ملوك الجدعنة» «لحم غزال»... الأعمال التي تحترم عقل المشاهد وتأخذه من يده إلى عوالم ملونة ممتعة بصرياً و ذهنياً.

مؤلمة تارة وشجية ثم ناعمة، رومانسية عذبة أو طاحنة قاسية تارة أخرى... لا تخلو من المفاجأة تلو الأخرى.

تميّز - في رأيي - كل من فردوس عبد الحميد والسقا ومحمد العلوي وحسن البلام وعبد الله بهمن ومي عمر...وآخرون، كما ستتسنى لنا فرصة متابعة أعمال أخرى على قنوات مختلفة بعد رمضان.

لكن بشكل عام طغى الاهتمام بالشكل على الجوهر. فانصبّ الاهتمام على الملابس والمكياج الفاقع وأحياناً المقزز، والانفعالات المبتذلة المبالغة والبيوت الفخمة... على حساب الأداء الهادئ والحضور الواثق والجمال البسيط الطبيعي، والمحتوى الفخم الباذخ والحوار العميق والسيناريو المحكم المتماسك.

وما زلت أكرّر كالعادة مع كل موسم دراما رمضاني بضرورة وضع قانون: عدم قبول واعتماد أي نص إلا لكاتب متمرّس محترف حاصل على شهادة في تخصص أو ورشة كتابة السيناريو. كضرورة أخلاقية إنسانية اجتماعية وتربوية.

للحد من الشتائم والابتذال في الحوار بين الأزواج والاتهامات والإهانات المزعجة والعنصرية... وغيرها.

الالتزام الأخلاقي ضرورة في كتابة النص. لأن الهدف من الدراما هو الارتقاء وليس الانحطاط.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي