جرائم قتل وهدر للدماء واستباحة للأعراض... مشاجرات دامية ومروعة وباستخدام الأسلحة... تهديد ووعيد وإساءات متكررة... سب وقذف وشتائم وتنابز... طعن وتشكيك في الذمم وبالولاء للوطن... اتهامات بالفساد والرشوة والأمور لا تسير إلا بالواسطة والمحسوبية.
شبهات تنفيع وتزوير وتمرير من تحت الطاولة... وسرقات لها أول وما لها آخر... وفوق كل ذلك إساءة ممنهجة للديموقراطية وإلى النظام وأسرة الحكم... والقائمة طويلة وطويلة جداً، ولكن مع الأسف هذا حال الوطن وهذا ما وصلنا إليه !
الكل يشكو وبالعامية (يتحلطم)، الكل يشكو على حال الوطن بالمجمل، الكل يقول إن الفساد نخر جسد البلد الذي بات يئن من الألم، الكل يقول إن حال الكويت ما يسرّ والسكين وصل العظم، الكل يترحم على أيام زمان ويتألم على الذي نعيشه في هذا الزمن، الكل يتمنى الأفضل و«موعاجبه اللي قاعد يحصل»! الكل والكل وبعد ذلك يبقى السؤال،: وين اللي بيده إصلاح حال البلد عما يحصل؟ وإلا عاجبه اللي يحصل ؟!
لكن الأهم...
لا عجب إذا ما رأينا انتشار ثقافة السرقة والتطاول على أموال الدولة لدى البعض، وهم يشاهدون سرّاق المال العام أحراراً طلقاء - وأحياناً هاربين - بعد أن استباحوا حرمته من دون حسيب ولا رقيب وهم من كانوا يتبوأون أعلى المناصب !
ولا عجب إن رأينا انتشار المشاجرات المتكررة والمشاحنات المختلفة في الشوارع وباستخدام الأسلحة، وهم يرون في الوقت نفسه ممثلي الأمة في صراع مستمر وتشابك بالأيدي في جلسات مجلس الأمة، فهم انعكاس لهذه الأمة !
ولا عجب إذا ما شاهدنا الرشاوى لتمرير المعاملات البسيطة أو المعقدة، لدى جهات الدولة المختلفة من قِبل بعض الموظفين من ضعاف النفوس، وهم في الوقت نفسه يرون الصفقات لتمرير القرارات المصيرية، أو لكسب الولاءات السياسية مع بعض نواب الأمة !
ولا عجب إن رأينا جرائم القتل في العلن وفي وضح النهار وأمام مرأى ومسمع الجميع، ونحن نرى في الوقت نفسه أحد نواب مجلس الأمة، وهو يتوقّع سحل الرئيس في الشارع ويبشّر أن ذلك سيكون عما قريب !
ولا عجب إذا ما استسهل الناس كل ذلك، لأنه من أمن العقوبة أساء الأدب، ولأن الكل يعتقد أنه سينفذ بجلده إما بواسطته أو بمعارفه، وأن الشواهد في الجرائم السابقة هي خير دليل على ذلك !
ومسلسل (لا عجب) سيستمر لكن لا أعتقد أننا وصلنا إلى أسوأ مما نحن عليه الآن، ولا أعتقد أن الوطن سيتحمّل أكثر مما نعيشه اليوم، ولا أتمنى استمرار هذا الحال، لأنه ببساطة استمرار للتراجع إلى الوراء وبقوة ! والله من وراء القصد !