الكويت تحيط مجلس الأمن علما بمستجدات ملفي المفقودين الكويتيين والممتلكات الكويتية
- السفير العتيبي: نتطلع للانتهاء من الاستعراف على هوية جميع الرفات التي تم استلامها في أقرب وقت
- بطولة الشهداء ستظل رمزا خالدا ومنبرا يعكس وطنية أبناء الكويت
أحاطت الكويت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومجلس الأمن الدولي علما بمستجدات ملفي المفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة والممتلكات الكويتية بما في ذلك الأرشيف الوطني.
وذكر وفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة في بيان تلقته وكالة الأنباء الكويتية، اليوم الخميس، أن ذلك جاء في رسالتين متطابقتين موجهتين من الممثل الدائم للكويت لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي إلى كل من الأمين العام ورئيس مجلس الأمن.
وأوضح البيان أن الرسالتين المتطابقتين مؤرختان بتاريخ 12 أبريل الجاري وصدرت إحداهما بصفتها «وثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن» اليوم.
وقال السفير العتيبي في الرسالتين إن إحاطة الأمين العام ورئيس مجلس الأمن علما بمستجدات ملفي المفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة والممتلكات الكويتية بما في ذلك الأرشيف الوطني جاءت بناء على تعليمات من الحكومة الكويتية واستنادا إلى أحكام قرار مجلس الأمن 2107 (2013) وإلى البيان الصحافي الصادر عن مجلس الأمن المؤرخ في 24 نوفمبر 2020.
وأوضح أنه فيما يتعلق بملف المفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة، فإنه تم بتاريخ الثالث من مارس الماضي تحديد مصير ثمانية شهداء من الأسرى والمفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة ممن اعتقلوا أثناء الغزو العراقي على دولة الكويت عام 1990.
وأضاف أنه تم التعرف على هويات الشهداء الثمانية من خلال عملية الاستعراف بالتحليل الجيني للبصمة الوراثية التي تقوم بها الإدارة العامة للأدلة الجنائية بوزارة الداخلية في دولة الكويت على الرفات التي تم استلامها من العراق.
وأشار إلى أن الشهداء الثمانية هم الشهيد أسعد علي عبد الرحمن السلطان والشهيد أمين علي محمد أشكناني والشهيد خليل سعود خليل القطان والشهيد عبد الله إبراهيم محمد القديفي والشهيد محمد مبارك محمد الصميم والشهيد مساعد محمد فلاح الدوسري والشهيد ناصر عيد خالد العنزي والشهيد يوسف يعقوب محمد اليعقوب.
وذكر السفير العتيبي أن وزارة الخارجية أبلغت «ذوي هؤلاء المفقودين فور انتهاء عملية الفحص الجيني بنتائج الاستعراف والإجراءات التي اتخذت في هذا الشأن باعتبار ذلك حقا إنسانيا وقانونيا لهم نصت عليه القوانين الدولية بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2474 (2019)».
ونوه إلى أن مجموعة الرفات المشار إليها تأتي استكمالا لمجموعة الرفات التي سبق أن أعلنت السلطات الكويتية في شهري نوفمبر 2020 ويناير 2021 عن تحديد مصيرهم كشهداء كويتيين ورعايا دول ثالثة ممن اعتلقوا خلال الغزو العراقي في عام 1990.
وأكد استمرار «عمليات الاستعراف على الرفات التي سبق أن تم استلامها من العراق والتي تعد معقدة نظرا لتطلبها إعادة تجميع وتحليل للرفات البشرية خاصة تلك التي تم استلامها في شهر أغسطس عام 2019 لاختلاطها ببعضها البعض ومن ثم استخراج الحمض النووي منها قبل الإعلان عن هوية الرفات».
وأعرب العتيبي عن تطلع الكويت إلى الانتهاء من عملية الاستعراف على هوية جميع الرفات التي تم استلامها في أقرب وقت ممكن، مشددا على أن «بطولة هؤلاء الشهداء ستظل رمزا خالدا ومنبرا يعكس وطنية أبناء الكويت ممن ضحوا بحياتهم ودافعوا ببسالة عن أرض الكويت».
وأكد في الوقت نفسه حرص الكويت والتزامها «بتسليم جميع الرفات التي لم تتطابق مع قاعدة بيانات الأسرى للجانب العراقي مشفوعة بنتائج الفحص الجيني».
وذكر أنه «حرصا على تعزيز أواصر العلاقة مع العراق الشقيق وفي إطار عمل اللجنتين الثلاثية والفرعية الفنية سلمت الكويت بتاريخ 30 مارس 2021 الحكومة العراقية رفات أحد الجنود العراقيين الذي تم العثور عليه في شهر فبراير الماضي بجزيرة بوبيان شمال البلاد».
وأوضح أنه تم ذلك من خلال مراسم تحت إشراف وبحضور اللجنة الدولية للصليب الأحمر ورئيس اللجنة الثلاثية واللجنة الفرعية الفنية المنبثقة عنها.
وأشار السفير العتيبي في هذا السياق إلى أنه «سبق للكويت أن قامت عبر جهود اللجنة الثلاثية والقرارات المتخذة في هذا الشأن، وكذلك المعلومات والإحداثيات المقدمة من الجانبين البريطاني والأميركي لاجتماعات اللجنة الثلاثية بالتعاون في البحث عن مواقع وتحديد مواقع دفن جنود عراقيين داخل الكويت»، مؤكدا أن الكويت سلمت الجانب العراقي في أكثر من مرة «عددا من الرفات التي تم العثور عليها داخل البلاد وتعتبر هذه المرة استكمالا لمرات عديدة بدأت منذ عام 1999 واستمرت إلى آخر عملية تسليم في عام 2013».
ملف الممتلكات الكويتية
وفيما يتعلق بملف الممتلكات الكويتية بما في ذلك الأرشيف الوطني قال السفير العتيبي إن الكويت استلمت من العراق في 28 مارس الماضي «دفعة جديدة من الممتلكات الكويتية التي تم العثور عليها من قبل الحكومة العراقية كان قد استولى عليها النظام السابق في العراق أثناء غزوه واحتلاله لدولة الكويت عام 1990».
وأوضح العتيبي أن هذه الدفعة كانت متمثلة في «صناديق خشبية (عدد 26) وصناديق كرتونية (عدد 27) تتضمن ما يزيد على 6500 كتاب» و«ميكروفيلم 35 ملم وفيلم كارترج 16 ملم (عدد 1016) و»أفلام فيديو يوماتيك (عدد 1)«و»جهاز فيديو يوماتيك (عدد 1)«و»عارضة سينمائية (عدد 1)«و»فيلم سينمائي (عدد 1)«و»تسجيل مغناطيسي نوع أكاي (عدد 2)«و»شريط تسجيل مغناطيسي (عدد 8)".
وأضاف أن عملية استلام هذه الممتلكات تمت في مقر وزارة الخارجية في الكويت بحضور ممثلين من كلا الجانبين وممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم في دولة الكويت.
وذكر السفير العتيبي أنه في هذا السياق تتقدم الكويت بالشكر والامتنان للحكومة العراقية الشقيقة لما تحقق من تقدم في ملفي المفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة والممتلكات الكويتية ولحكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة ولحكومات الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا الصديقة أعضاء اللجنتين الثلاثية والفرعية الفنية وإلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق على كافة الجهود والمساعي التي بذلت من خلال أعمال اللجنة الثلاثية واللجنة الفرعية الفنية والتي ساهمت في تحديد مصير هؤلاء الأسرى والمفقودين على الرغم من القيود التي فرضتها جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).
وأضاف أن الكويت تتقدم بالشكر كذلك لأعضاء مجلس الأمن على «اهتمامهم بهذا الملف الإنساني وحرصهم على متابعة استكمال تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة لا سيما القرار 2107 (2013) لحين الاستدلال على ما تبقى من رفات لمفقودين كويتيين ورعايا دول ثالثة والبالغ عددهم 338 شخصا وإعادة الممتلكات الكويتية بما في ذلك الأرشيف الوطني لما له من أهمية تاريخية».