No Script

حروف نيرة

وقفات فقهية... (2 من 4)

تصغير
تكبير

إسلام في رمضان:

إن أسلم الكافر في شهر رمضان، صام ما يستقبل من بقية شهره، وليس عليه قضاء ما سبق باتفاق الفقهاء؛ لقوله تعالى في سورة الأنفال/38: (قل للذين كفروا إن يَنتهوا يُغفر لهم ما قد سلف)؛ ولأن في إيجاب قضاء ما فات في حال الكفر تنفيراً عن الإسلام، وأما اليوم الثاني الذي أسلم في نهاره، فيستحب فيه الكف عن الأكل مراعاة لحرمة الشهر، ويفضل أن يقضيه عند بعض الفقهاء؛ لأنه أدرك جزءاً من وقت العبادة.

من أفطر لشدة الإرهاق:

يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديثه الشريف:

«من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صوم الدهر، وإن صامه». رواه البخاري، فمن أفطر في نهار رمضان عامداً من غير رخصة كالذي أفطر لشعوره بالجوع أو الإرهاق البسيط كالصداع، قد ارتكب ذنباً عظيماً ووقع في كبيرة من الكبائر وعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويكثر من الاستغفار، وعليه أيضاً قضاء تلك الأيام، وذلك بعد أن يصوم الأيام البقيةة من رمضان الحالي.

والأمر يختلف في حال إرهاق الجوع والعطش المفرط الشديد الذي يؤدي إلى الموت أو تلف عضو من أعضائه، يقول العلّامة الآبي الأزهري: ( وجب الفطر على الصائم مريضاً كان أو صحيحاً إن خاف أي تحقق أو ظن هلاكاً أو شديد أذى بتلف منفعة كبصر بصومه؛ لأن حفظ النفس والمنافع واجب) اهـ.

أي للصائم الحق في الإفطار إن غلب على ظنه الهلاك لا بمجرد الوهم، فلا يفطر بحصول الصداع مثلاً وإنما بما يسبب الضرر الشديد كالحامل والمرضع التي تحقّقت ضرراً بالصوم كهلاك النفس أو الولد، والله تعالى أعلم.

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي