الجيش يحلّ البرلمان والحكومة ويُعيّن نجله محمد «رئيساً موقتاً» بانتظار انتخابات «ديموقراطية»

ديبي... حكم تشاد 30 عاماً إثر تمرد وسقط على الجبهة

تصغير
تكبير

بعد يوم على إعلان فوزه بفترة رئاسة سادسة، توفي الرئيس التشادي إدريس ديبي إيتنو، الحاكم منذ أكثر من 30 عاماً، أمس، متأثراً بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك ضد متمردي الشمال خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما أعلن الجيش سريعاً، تعيين نجله قائد الحرس الرئاسي الجنرال محمد إدريس ديبي، «رئيساً موقتاً» ووعد بانتخابات «ديموقراطية» بعد فترة انتقالية في البلد الأفريقي.

وأعلن الناطق العسكري الجنرال عزم برماندوا أغونا، الذي كان محاطاً بعدد من الضباط، «المارشال إدريس ديبي إيتنو تولى قيادة العمليات خلال قتال بطولي ضد إرهابيين من ليبيا، مثلما فعل في كل مرة تتعرض فيها مؤسسات الجمهورية لخطر داهم. أصيب خلال القتال وتوفي لدى عودته إلى نجامينا».

وقال المسؤولون عن حملة ديبي الانتخابية، الاثنين، إنه توجه إلى الخطوط الأمامية للانضمام إلى القوات التي تقاتل من وصفهم بـ «الإرهابيين» بعد أن تقدم المتمردون المتمركزون عبر الحدود الشمالية في ليبيا لمئات الكيلومترات جنوباً نحو العاصمة نجامينا.

وتابع الناطق العسكري أغونا أنه «تم تشكيل مجلس عسكري بقيادة نجله الجنرال محمد إدريس ديبي إنتو»، مضيفاً أن «المجلس اجتمع على الفور وأعلن ميثاق انتقال السلطة»، و«تعيين الجنرال محمد رئيساً موقتاً».

ولم يذكر الجيش ما يعنيه بـ«ميثاق انتقال» السلطة.

وكان محمد ديبي يظهر بانتظام واضعاً نظارتين داكنتين ومرتدياً زياً عسكرياً مموهاً، إلى جانب والده، وكان يتولى قيادة «وحدة النخبة» المعروفة بقبعاتها الحمراء والمعروفة باسم الحرس الرئاسي.

كما قرر الجيش «حل البرلمان والحكومة، وحظر تجول وإغلاق حدود تشاد»، ووعد بانتخابات «ديموقراطية» بعد فترة انتقالية.

وصل ديبي (68 عاماً) إلى السلطة في تمرد في ديسمبر عام 1990 وهو أحد أكثر الرؤساء الأفارقة بقاء في السلطة، ونجا مع عدة محاولات انقلاب وتمرد.

وقد وضع رجالاً ونساء من عائلته وقبيلته الزغاوة على رأس وحدات الجيش وفي المؤسسات الكبيرة والقطاعات الاقتصادية الرئيسية.

وجاءت الأحداث الأخيرة بعد الإعلان عن إعادة انتخاب ديبي لولاية سادسة بحصوله على 79.32 في المئة من الأصوات في انتخابات 11 أبريل الجاري، بعد مقاطعة من كبار قادة المعارضة احتجاجاً على جهوده لتمديد حكمه.

وكانت إعادة انتخاب ديبي، الذي يحكم تشاد بقبضة من حديد، متوقعة بشكل واسع فيما لم يقبل التشاديون بحماسة على الانتخابات، لأنه واجه 6 مرشحين لا ثقل سياسياً لهم، إذ إن السلطة أزاحت عن السباق بموجب القانون أو العنف أو الترهيب، الشخصيات البارزة القليلة في المعارضة المنقسمة جداً.

وعمل ديبي على وضع دستور جديد في 2018 كان سيتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2033 رغم أنه تضمن فرض قيود على فترات الرئاسة.

وحصل على لقب مارشال في 2020. وكان قال قبل الانتخابات «أعرف سلفا أنني سأفوز مثلما فعلت طوال الـ 30 عاماً الماضية».

وركز ديبي في حملته الانتخابية خصوصا على «السلام والأمن» اللذين يؤكد أنه مهندسهما في بلده وكذلك في منطقة مضطربة.

فتشاد التي لا تملك أي منفذ على البحر والمحاطة بليبيا والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وغيرها، مساهم رئيسي في مكافحة الجهاديين في منطقة الساحل، عبر نشر قوات مدربة في مالي وأحيانا نيجيريا.

واعتبرت الدول الغربية ديبي حليفا في الحرب على الجماعات الإسلامية المتطرفة، ومنها جماعة «بوكو حرام» النيجيرية في حوض بحيرة تشاد، والجماعات المرتبطة بـ«القاعدة» وتنظيم «داعش» في منطقة الساحل الأفريقي.

وتمثل وفاته انتكاسة لفرنسا التي اتخذت من نجامينا مركزاً لعملياتها لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.

وواجه ديبي حركات تمرد متكررة في الصحراء الشمالية، إلى جانب استياء شعبي متزايد على إدارته للثروة النفطية وحملات قمع للمعارضين.

وقامت «جبهة التغيير والوفاق» المتمردة المتمركزة على الحدود الشمالية مع ليبيا بشق طريقها جنوباً بعد مهاجمة نقطة حدودية يوم الانتخابات ودعوتها إلى إنهاء رئاسة ديبي، لكن يبدو أنها عانت من انتكاسة كبيرة، قبل أيام قليلة.

وأعلن الجيش أنه قتل نحو 300 مسلح وأسر 150، السبت الماضي، في إقليم كانم على بعد نحو 300 كيلومتر من نجامينا، مضيفاً أن خمسة جنود حكوميين قتلوا وأصيب 36.

لكن زعيم المتمردين محمد مهدي علي قال الإثنين إن قواته نفذت «تراجعاً إستراتيجياً».

والأحد، عرض التلفزيون التشادي صوراً لمركبات محترقة ولعدد صغير من الجثث مغطاة بالرمال.

وهتف حشد من الجنود بجوار «عشرات من المتمردين الأسرى» الذين جلسوا وأياديهم مقيدة خلف ظهورهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي