أوقفني في مقام الكُفر وقال لي:
_أول أبوابه نسيان نعمة الله عليك وغفلتك عن وجوب انتباهك لما حولك من نِعم، ورفض الانصات ثم يُختم على القلب والسمع حتى يُهيأُ للمرء أنه مُصلحٌ لا محالة وبعيد عن الفساد.
ثاني أبوابه العنصرية والتكبّر وتقسيم الناس إلى سفهاء، وأسفل ودون وهبوط واستهزاء.
ثم أوقفني في مقام المكر وقال لي:
_المكرُ لا يُعرف مبتدأه من منتهاه، وهو بابٌ كبير للفعل، يستلزم التدخّل، كمثل الفاسد الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله، ذهب بنوره وبصره وبصيرته.
المكرُ ثالث أبواب الكُفر، ومنه تضليل البرهان، وإيجادُ السيئ في الحسن، وإلباس الحق بالباطل، ويُصبح المثال الذي يُهتدى به علامة ضلالة في الأفواه.
ثم أوقفني في مقام الشُكر وقال لي:
_ الشكر أثر التوبة وعلامة إغلاق باب الكُفر الأول، والبعد عنه قرباً من باب الكفر الرابع وهو التنطّع والتشدّد وقسوة القلب وتحريف الكلام عن موضعه، وشتم الناس بآبائهم وأمهاتهم والله يسمع ويرى.
ثم أوقفني في مقام الأدب وقال لي:
- الأدب هو ما استقام به المعنى، ووضع الحد والمد لإظهار ما خُفي حتى يُرى ويُسمع، وعلى عُلبةٍ من خشب العاج كانت هناك رسمة ترتبط بين شهوة الجشع وعقوبة الإعدام، وأن فضيلة الشيطان تكمن في عورته، وفضيلة الإنسان في عقله... وبأن كل مكتوب لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
@Moh1alatwan