No Script

ما في خاطري

طاقات (مُهدرة)

تصغير
تكبير

يقول الدكتور أليكس ليكرمان طبيب الأمراض النفسية والعقلية: (الذين نجوا من محاولات الانتحار قالوا إنهم لم يرغبوا في الموت بقدر رغبتهم في التوقف عن العَيش، وهي ازدواجيةٌ غريبة، ولكنها سليمة، فلو أن هناك حالة وسطى بديلة عن الموت تقع بينه وبين الحياة فأعتقد أن كثيراً من الراغبين في الانتحار سوف يلجؤون إليها).

استذكرت حديث الدكتور وأنا أشاهد حالات الانتحار تتزايد في الكويت - خصوصاً عند بعض الشباب من إخواننا البدون - واستشعرت المعاناة التي مر بها المُنتحر وهذا يجعلنا نتفكّر في السبب الرئيسي بدلاً من لوم المُنتحر، الذي أقدم على هذا التصرف، ففي الحقيقة أن المُنتحر غالباً قد مرّ بمشاكل نفسية وأزمات مالية قاسية سببت له الاكتئاب.

وعلى أثر ذلك شعر بعدم رغبته في العيش، مما يجعلنا نتفكّر بالظروف المحيطة التي كانت تحاوط بعض الشباب - الذين أقدموا على هذا الفعل - من إهمال مجتمعي وبطالة وعجز مالي دون وجود أي بارقة أمل يتشبثون بها فيؤدي ذلك إلى الشعور باليأس، وهذا يجعلنا نستشعر أهمية إيجاد الحلول المناسبة بأسرع وقت والتي من شأنها أن تخفف العبء عليهم وعلى أسرهم التي تعتبر جزءاً لا يتجزَّأ من المجتمع الكويتي.

وهذه المسؤولية تقع على عاتق الحكومة التي يجب ألّا تمر عليها هذه الحوادث مرور الكرام وتستشعر الأثر النفسي الذي لحق بأسرهم، فتكون هناك وقفة جادة من المسؤولين في الإدارات الحكومية المختصة بإصلاح مشاكل المجتمع وقضاياه ليتم احتواؤهم قبل أن يقدم أحدهم بأي فعل قد يضر به نفسه والآخرين، لأن هناك طاقات شبابية نفتخر بها وتحتاج الاهتمام والاحتواء والتوجيه السليم وإتاحة الفرص، لأن أرواح شبابنا غالية جداً والمجتمعات المتحضرة تدرك قيمة الشباب وتستغلهم أفضل استغلال لخدمة البلد بدلاً من الإهمال والتقصير الذي يعيشه البعض منهم، فتُهدر طاقاتهم دون مبرر.

وأختم حديثي بعبارة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال: (لو عَثرت بغلة في طريق العراق لسألني الله عنها لما لم تصلح لها الطريق يا عمر؟) والتي يجب أن تكون مُعلقة عند باب كل مسؤول ليستشعر المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه والذي سوف يُسأل عنها يوم القيامة، يوم لا ينفع فيه مال ولا منصب.

Twitter: @Alessa_815

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي