الأمم المتحدة لفرض ضريبة ثروة على مليارديرات تربحوا أثناء الجائحة
ثاني رمضان في ظل «كورونا»... ومليون وفاة في أوروبا
- 5 تريليونات دولار زيادة في ثروة الأغنياء خلال الجائحة
- 10 دول تشكل نحو 75 في المئة من التطعيمات العالمية
- المملكة المتحدة تُعلن تحقيق هدفها مع بدء تخفيف قيود الإغلاق
- السلالة البريطانية من «كورونا» أقل خطورة من المتوقع
- إجراءات احترازية متفاوتة في الدول العربية
بدأ شهر رمضان المبارك، أمس، في الكثير من الدول الإسلامية للسنة الثانية على التوالي في ظل فيروس كورونا المستجد، الذي حصد أرواح مليون شخص في أوروبا، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الحكومات إلى دراسة فرض ضريبة على الأغنياء الذين جنوا أموالاً أثناء الجائحة، وذلك في مسعى لخفض التفاوت الصارخ في توزيع اللقاحات.
وسيمضي المسلمون الشهر الفضيل، في ظل قيود صحية ومخاوف من إصابات جديدة، ففي مصر أكثر دول العالم العربي تعداداً للسكان مع أكثر من مئة مليون نسمة انشغل سكان القاهرة أول من أمس، بالقيام بمشترياتهم تحضيراً للشهر الكريم، مهملين وضع الكمامات أو التباعد الاجتماعي، بينما عرضت الكثير من المتاجر فوانيس رمضان في الأحياء.
- تراجع في تونس... وتشديد في المغرب
في تونس حيث جرى شهر رمضان العام 2020 وسط الإغلاق العام، اضطرت الحكومة هذه السنة إلى العودة عن قرار تمديد حظر التجول ليبدأ عند الساعة 19.00، وفرضته اعتباراً من الساعة 22.00 بسبب موجة احتجاجات.
في المغرب اتخذت إجراءات قبل فترة قصيرة لمناسبة شهر رمضان منها تمديد حظر التجول ومنع الاحتفالات والتجمعات.
- لا جديد في سورية
وحل شهر رمضان على سورية بعد شهر من دخول النزاع الدامي فيها عامه العاشر، فيما تشهد البلاد أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ اندلاعه، مع تسارع تدهور قيمة الليرة السورية أمام الدولار في السوق السوداء، وارتفاع الأسعار بمعدلات قياسية، وأزمة محروقات حادة باتت حتى تحد من القدرة على التنقل في مناطق سيطرة الحكومة.
لم تُعلن الحكومة السورية عن أي إجراءات جديدة وسمحت وزارة الأوقاف بإقامة صلاة التراويح ضمن المساجد مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية للتصدي لـ«كورونا»، من خلال التعقيم والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
في سلطنة عُمان، قالت ريما قبلان «بالتأكيد رمضان لن يكون مثل السنوات السابقة، لا لقاءات عائلية ولا صلوات في المسجد كما في السابق ولا خيام رمضانية ولا موائد رحمن ولا سهر وسحور في الشوارع حتى ساعات الصباح الباكر».
وأعلنت السلطات السعودية بداية أبريل الجاري أن وحدهم الأشخاص الذين تلقوا اللقاح المضاد للفيروس، سيسمح لهم بتأدية مناسك العمرة اعتباراً من بدء شهر رمضان.
- مرحلة حرجة في أوروبا
وأحصت أوروبا وفاة أكثر من مليون شخص بـ«كوفيد - 19» منذ ظهر الفيروس للمرة الأولى في الصين في ديسمبر 2019، بحسب تعداد لوكالة «فرانس برس» بالاستناد إلى حصائل للسلطات الصحية.
وبلغ عدد الوفيات في 52 بلداً ومنطقة وصولاً إلى الشرق حتى أذربيجان وروسيا مليونا و288 وفاة من 46 مليونا و496 ألفاً و560 إصابة، فيما سجلت أميركا اللاتينية والكاريبي 832 ألفاً و577 وفاة (26 مليوناً و261 ألفاً وست إصابات) والولايات المتحدة وكندا 585 ألفاً و428 وفاة (32 مليونا و269 ألفاً و104 إصابات) وآسيا 285 ألفاً و824 وفاة (19 مليوناً و656 ألفاً و223 إصابة) والشرق الأوسط 119 ألفاً و104 وفيات (سبعة ملايين و11 ألفاً و552 إصابة)، وأفريقيا 115 ألفاً و779 إصابة (أربعة ملايين و354 ألفاً و663 إصابة) وأوقيانيا 1006 وفيات (40 ألفاً و348 إصابة).
وقالت رئيسة الفريق التقني المعني بمكافحة الوباء في منظمة الصحة العالمية ماريا فان خيركوف «نشهد حالياً مرحلة حرجة للوباء، إن مسار هذا الوباء في ازدياد مستمر، إنه يتنامى في شكل مطرد، ليس هذا الوضع الذي يجب أن نكون فيه بعد 16 شهراً من بدء الجائحة، في حين أننا نملك سبلا فاعلة للسيطرة عليها».
ومن هذه السبل التلقيح، فقد عاد البريطانيون أول من أمس، إلى شرفات الحانات وإلى صالونات تصفيف الشعر بفضل تحسن واضح في الوضع الصحي في البلاد جراء حملة تلقيح مكثفة.
- إصابات قياسية في الهند
وفي حين أعلنت بريطانيا تحقيق هدف رئيسي في برنامجها للتحصين ضد «كورونا» بإعطاء جرعة اللقاح الأولى إلى جميع من هم فوق الخمسين عاماً وفي وضع ضعف على ما أكدت الحكومة، حلت الهند التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، محل البرازيل لتصير ثاني أكثر الدول تضرراً من الوباء بعدما سجلت زيادة سريعة في الإصابات الجديدة في الأسابيع الأخيرة. فقد ارتفع العدد الإجمالي للإصابات لديها إلى 13.5 مليون إصابة، في مقابل 13.48 مليوناً مسجلة في البرازيل.
تجاوزت ألمانيا، من جانبها، عتبة 3 ملايين إصابة، وتحدثت المستشارة أنجيلا ميركل لصالح إعادة فرض الإغلاق على المستوى الوطني لفترة قصيرة، فيما ينتظر تخفيف للقيود الصحية خلال الأسبوع الجاري في إيطاليا وإيرلندا وسلوفينيا واليونان.
أما فرنسا التي تضربها بقوة موجة ثالثة من الوباء، بينما أوروبا تشهد وضعاً متفاوتاً، فقد تجاوزت أول من أمس، عتبة 99 ألف وفاة، ويتوقع أن تتجاوز المئة ألفا خلال الأسبوع الجاري.
ضريبة «كورونية»
وفي مسعى إلى التخفيف من تداعيات الجائحة على الدول الأكثر فقراً، قال غوتيريس، «يجب علينا أن نتأكد من أن الأموال تذهب إلى حيث تكون الحاجة ماسة إليها. أحدث التقارير تشير إلى قفزة قدرها خمسة تريليونات دولار في ثروة أكثر الأغنياء في العالم في العام 2020».
وأضاف في اجتماع للأمم المتحدة حول تمويل التنمية أول من أمس، «أحض الحكومات على دراسة ضريبة تضامن أو ثروة على أولئك الذين ربحوا أثناء الجائحة، لتقليل التفاوتات الصارخة»، مؤكداً أن مجموعة العشرين للدول الغنية والاقتصادات الناشئة الكبرى، ينبغي أن تمدد تعليق مدفوعات خدمة الديون إلى العام 2022 وأن توسعه لمساعدة كل من الاقتصادات النامية والمتوسطة الدخل على التعافي من الجائحة.
وتابع «لكننا نحتاج إلى أن نذهب إلى أبعد من تخفيف عبء الديون... نحن في حاسة ماسة إلى تعزيز البنيان الدولي للديون لإنهاء الدورات المميتة لموجات الديون، وأزمات الدين العالمية وعقود مفقودة».
وكرر دعوته لجعل لقاحات «كوفيد - 19» متاحة لكل الدول، داعياً إلى مزيد من الأموال لضمان تمويل كامل لمشروع «كوفاكس» لتوزيع اللقاحات.
وأشار إلى أن النظام المتعدد الأطراف أظهر فشلاً حتى الآن في مسعى توزيع اللقاحات، و«10 دول فقط في أرجاء العالم تشكل نحو 75 في المئة من التطعيمات العالمية».
- السلالة البريطانية المتحورة عادية
وأظهرت دراسة نشرتها مجلة «لانسيت» للأمراض المعدية أن سلالة متحورة شديدة العدوى من «كورونا»، واكتُشفت للمرة الأولى في بريطانيا لا تتسبب في أعراض أشد حدة لدى المرضى الذين يُعالجون في المستشفيات.
ورُصدت السلالة المعروفة باسم «بي.7.1.1» للمرة الأولى في المملكة المتحدة أواخر العام 2020، وأصبحت السلالة الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وحللت الدراسة بيانات مجموعة تتألف من 496 مصاباً بالفيروس، دخلوا مستشفيات بريطانية في نوفمبر وديسمبر 2020، وقارنت النتائج بين المرضى المصابين بسلالة «بي.7.1.1»، وسلالات أخرى. ولم يجد الباحثون أي اختلاف في مخاطر الإصابة بأعراض شديدة أو الوفاة أو غيرها من النتائج السريرية الأخرى.
وأفادت دراسة منفصلة نشرتها «لانسيت» بأن اللقاحات ستكون فعالة ضد السلالة البريطانية المتحورة على الأرجح نظراً لعدم وجود زيادة واضحة في معدل الإصابة مرة أخرى بالسلالة عند مقارنتها بالسلالات غير البريطانية، بينما أكدت الدراسات أيضاً نتائج سابقة تفيد بأن سلالة «بي.7.1.1»، أشد عدوى.