No Script

حروف باسمة

حيّا الله رمضان... شهر الخير والغفران

تصغير
تكبير

يستقبل المسلمون شهراً فضيلاً تنزل فيه الرحمة، وينتشر فيه الخير وتُقبل فيه الدعوات.

شهر رمضان شهر القرآن، هذا الشهر الذي فيه أنفاس الصائم تسبيح ، ونومه عبادة ، ودعاؤه مستجاب بإذن الله.

في هذا الشهر يهمُّ الناس إلى صنع الخير والمبادرة في مساعدة المحتاجين، والمسارعة في الابتهال والقيام كي ينالوا رحمة الكريم وغفران الرحيم الغفّار، شهر فيه الناس يجدّون ويجتهدون لأن الصيام يدعو إلى العمل والجد والاجتهاد في جميع المجالات.

فحيّا الله الصائمين المجتهدين والمثابرين في أعمالهم، والمسارعين في إسداء الخير في جميع صنوفه.

ولأهل هذه الديرة الطيبة تراث جميل في أيام رمضان فإذا ما هلّ الهلال يقولون: حيّا الله رمضان أبو القرع والبيديان وهم يشيرون إلى إحدى الأكلات التي تُطهى في شهر رمضان، وهي التشريب وما تحتويه من القرع والباذنجان، وهم يتداولون قبيل الواردة (مدفع الإفطار) الأطباق الشهيّة المميزة في رمضان.

ما أجمل النعمة، وما أحسن عطاء الله وخيره المتدفق في هذه الأيام، حيث السلّات الرمضانية تترى، بأسعار بسيطة وصنوف المأكولات والمشروبات تنتشر بيسر وسهولة.

والجميع ينعم في هذه الديرة الطيّبة بالخير الكثير والنعمة الوفيرة، والذين عاشوا في الخمسينات من القرن الماضي يتذكّرون بعض الضنك، وكيف يشتري الناس الثلج قبيل الإفطار من أماكن بعيدة، وكيف يعانون من الحرارة في ذلك الوقت فيعطيهم الله قوة ويزيدهم خيراً وتوفيقاً على صبرهم وتضرّعهم وتحمّلهم، فها هم يعيشون الآن في عيش رغيد ونعمة طيبة لا بد وأن نشكرَ الله عليها.

إذا كان شكري نعمة الله نعمة عليّ له في مثلها يجب الشكر فكيف بلوغ الشكر إلّا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر ونحن اليوم في وسط هذه الجائحة والوباء الوبيل، لا بد وأن نحترس ونتفكّر ونمعن النظر في مجال الاجتماعات، لأنها وسط لنشر الوباء.

فلا بد من التباعد الاجتماعي، وتحقيق الحماية المجتمعية، والتمسّك بالاشتراطات الصحية، واستغلال هذا الشهر بالابتهال إلى الكريم أن يصدّ هذا الوباء عن ربوع هذه الأرض الطيبة، إنما عن ربوع الكون بأسره. إن ربّي هو وليّ ذلك والقادر عليه.

أدعوك ربّي كما أمرت تضرّعاً فإذا رددّت يدي فمن ذا يرحمُ ما لي إليك وسيلة إلّا الرّجا وجميل عفوك ثم أني مسلمُ

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي