No Script

في الصميم

عرّاب المصالحة الخليجية

تصغير
تكبير

الإشادة الدولية التي حصلت عليها الكويت أخيراً، في إطار جهودها لرأب صدع العديد من الخلافات والمشاكل في العالم، لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة جهود متواصلة وسعي حثيث لوضع الحلول وتنفيذها بأقل الضرر، وعلى سبيل المثال لا الحصر جهودها التي أفضت إلى نجاح المصالحة الخليجية بين الإخوة الأشقاء، والتي كانت محلّ تقدير وإعجاب كبيرين، ما يؤكد أن الديبلوماسية الكويتية تتمتّع بكفاءة وقدرة فائقتين على أن يكون لها دور إيجابي ومهمّ على صعيد العلاقات الدولية بين الدول ومحيطها.

ويأتي على رأس الديبلوماسية - التي نقصدها - عرّاب تلك الجهود التي أفضت إلى المصالحة الخليجية الأخيرة، ومن ثم إرساؤها، هو معالي وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر الصباح، فجهوده - التي كانت نتاج حرص وسعي دولة الكويت من خلال أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، والتي واصلها أمير البلاد صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله - تكلّلت بالمصالحة التي رأيناها في قمة العلا في المملكة العربية السعودية.

وهذا إنجاز له قيمة كبيرة تحسب للكويت ضمن رصيدها الديبلوماسي، والتي تظهر فيها بصمات الشيخ الدكتور أحمد الناصر الصباح واضحة، فهذه الشخصية تتمتّع بالكثير من الصفات والقدرات غير المحدودة في المصالحة الخليجية، وذلك بالنظر لكثرة أعداد الذين كانوا يريدون الاصطياد في الماء العكر، ولا يريدون رؤية الوفاق والاتفاق بين دول مجلس التعاون الخليجي وهم كثر، رغم استغلال البعض لهذا الخلاف لتحقيق مكاسب دنيئة... فعلى أي حال فإن عرّاب الديبلوماسية تخطّى كل تلك الظروف الصعبة، وأوصل سفينة السلام إلى مرساها الآمن، ضمن حصر الخلاف بين الإخوة الأشقاء في نطاق البيت الخليجي الواحد، وحرص على عدم خروجه عن هذا النطاق، فنجح بذلك نجاحاً باهراً، من خلال سعيه لتحقيق الهدف المنشود وبشكل منقطع النظير.

إنه مثال للشباب الكويتي الذي تأكّد نجاحه في كثير من مجالات الحياة العملية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها... ونجاحه في معترك الحياة، بل وتفوقه في جامعة الحياة فرغم صغر سنه انطلق في الحياة العملية والسياسية بشكل لافت، فأصبح بذلك عرّاباً للديبلوماسية الكويتية، الأمر الذي سيكون له أثر كبير في مستقبله السياسي على صعيد المنطقة ككل، ليستحق لقب عرّاب المصالحة الخليجية بامتياز... والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي