مراسم دفن الأمير فيليب السبت... والأمير هاري سيحضر الجنازة من دون ميغان «الحامل»
ملكة بريطانيا تفقد... «ظلها الصامت»
- بحسب رغبته في «البساطة» وبسبب «كورونا»... لا جنازة رسمية
- المدفعية أطلقت 41 طلقة في جميع أنحاء بريطانيا
- بات على الملكة أن تواجه وحيدة الأزمات التي تهز العائلة
على وقع الإشادات العالمية بالمسيرة الحافلة للأمير فيليب، الذي توفي الجمعة، تجد ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية نفسها وقد فقدت «مصدر قوتها» و«ظلها» الذي واكبها بـ«صمت» على مدى 73 عاماً، والذي أظهر خلال تلك العقود الطويلة في العائلة الملكية، قوة وصلابة كبيرتين، طوال حياة لم تخلُ من التحديات.
وقُبيل إطفاء شمعته المئة، فارق دوق ادنبره الحياة في قصر ويندسور بعدما أمضى شهراً كاملاً في المستشفى في لندن إثر تعرضه لالتهاب ولمشكلة في القلب.
وعبّرت الملكة عن «حزنها العميق» لفقدان زوجها ووالد أبنائها الأربعة تشارلز وآن وأندرو وإدوارد.
وأعلن قصر باكنغهام أن جنازة الأمير فيليب ستقام السبت المقبل في كنيسة سانت جورج في ويندسور.
وأوضح أنه سيتم نقل المناسبة الخاصة مباشرة، وسيحضرها الأمير هاري المقيم حاليا في كاليفورنياً، ولكن من دون زوجته الحامل ميغان ماركل. وسيتم التزام الصمت لمدة دقيقة في جميع أنحاء البلاد في بداية المراسم.
وبحسب رغبته في «البساطة» وبسبب وباء كورونا، لن تكون الجنازة رسمية.
ورغم أن الأسرة المالكة طلبت من الجمهور الالتزام بالتباعد الاجتماعي وتجنب زيارة مقار الإقامة الملكية، أقبل الناس على وضع بطاقات عزاء وباقات ورود.
ومنذ مساء الجمعة دقت أجراس كنيسة ويستمنستر حيث تم الاحتفال بزواجه في العام 1947، 99 مرة، مرة واحدة في الدقيقة، تكريما للأمير (99 عاماً).
وأمس، أطلقت المدفعية 41 طلقة في جميع أنحاء بريطانيا تكريما للأمير فيليب.
وعقب إعلان وفاته، وجّه قادة العالم الإشادات بالأمير فيليب، بوصفه رجلاً «كان يجسد جيلاً» أنجز «عملاً استثنائياً»، وكان رجل «بصيرة وتصميم وشجاعة».
مسيرة عسكرية
ولد فيليب في جزيرة كورفو اليونانية في 1921، مع لقبين أميريين من اليونان والدنمارك.
وحين كان عمره 18 شهراً، أرغم عمه ملك اليونان على التنحي فيما نُفي والده بعد الحرب اليونانية - التركية. وهرب فيليب مع والديه وشقيقاته الأربع على متن سفينة تابعة للجيش البريطاني، وتابع في اسكتلندا تعليمه في مدرسة داخلية تتبع نظاماً صارماً.
وفي 1939، التحق بكلية البحرية الملكية في دارتموث جنوب إنكلترا، والتقى للمرة الأولى بالأميرة إليزابيث، فوقعت فتاة الثلاثة عشر ربيعاً حينها في غرام العسكري البالغ 18 عاماً.
وخدم فيليب في البحرية خلال الحرب العالمية الثانية، فتميز سريعاً وأصبح من أصغر الملازمين في البحرية الملكية.
وعقد خطوبته بإليزابيث بعد الحرب، وتزوج في 20 نوفمبر 1947.
وتخلى فيليب عن الألقاب التي نالها عند الولادة، لكنه أصبح دوق ادنبره وحاز الجنسية البريطانية.
واعتلت إليزابيث العرش بعد وفاة الملك جورج السادس سنة 1952. وتعهد فيليب بأن يكون «التابع المخلص» للملكة وأصبح شريك زوجته الأبدي، واضطر إلى إنهاء مسيرته العسكرية، ما شكّل ضربة له.
تشكيك
ورغم تشكيك البعض بقدرته على الصمود بعيداً عن الحياة العسكرية، تمسك فيليب بواجباته الجديدة وانخرط بقوة في المسؤوليات المترتبة عن موقعه في العائلة الملكية، فأصبح عرّاباً لأكثر من 780 منظمة، وتولى خصوصا رئاسة الصندوق العالمي للطبيعة على مدى 15 عاماً، وبنى صورة الرجل المرح صاحب الطبع الفكاهي، لكن سجله لا يخلو من تصريحات ودعابات جدلية لقيت انتقادات بسبب طابعها العنصري.
واعتزل الحياة العامة في 2017 بعد مشاركته في أكثر من 22 ألف مناسبة رسمية. وشكلت وفاة الأمير فيليب ضربة قوية للملكة التي أنهكتها سلسلة أزمات هزت العائلة الملكية في الآونة الأخيرة، وفقدت زوجها الذي شارك إلى جانبها بآلاف الالتزامات العامة، وحظي هذا التفاني بتقدير إليزابيث ووصفت زوجها بأنه «مصدر قوتها» و«عضدها».
وبات على الملكة أن تواجه وحيدة الأزمات التي تهز العائلة الملكية، وكان آخرها أزمة حفيدها، الأمير هاري وزوجته ميغان.
